حديث المنتديات وفائدتها وسلبياتها ليس بجديد فليس انا اول من كتب عنها او تتطرق لها ولكن بحكم مشاركتي فيها احببت طرح هذا الموضوع لما وجدته من الاهمية فى توعية نفسي قبل الاخرين وتثقيفها بماذا تعنى المنتديات وماذا تمثل للقارئ او الكاتب فمن المؤكد أن عدد مستخدمي الكمبيوتر وبالذات المنتديات يتزايد يوماً بعد يوم وهذا بالطبع ليس بغريب مع تزايد الإقبال على البحث عن المعلومة والفائدة الثقافية والعلمية.وما ساطرحه من كلمات هو اساسا من صلب المنتديات والحديث عنها وكما قال البعض عنها ان -بعض المثقفين والرواد يعتبون على الانترنت انها خذلت التوقعات وقدمت كتابات تشبه كتابات الجدران أو صراخ الطلبة خلال استراحة في يوم دراسي ممل ومكرر.. وانها - أي الانترنت لم تقدم ما كانوا يتوقعونه منها، ولعل هذا النقد قد أهمل ان الانترنت بضخامتها تظل وسيطاً أو وسيلة تقدم ثقافة كل مجتمع على السطح مهما كان عمق أو سطحية هذه الثقافة العامة، وتقدم للوعي وللناس كما هي وكما هم دون تجميل أو تظليل، ما نطالعه على الانترنت هو جزء من فكر وثقافة المجتمع، وهذا ليس تهمة بقدر ما هو الحقيقة، لكن المؤكد ان الاشكالية هنا مجرد اشكالية وقت وخبرة.. ووعي وفقر في الوسائل السابقة التي تتيح الحديث المباشر والتعبير والحوار في مجتمع لم توجد فيه وسيلة أخرى تتيح الحوار.
الدخول إلى المحادثات الالكترونية ومنتديات النقاش يتطلب فهما ووعيا ايضا بمعطياتها هناك المواقع التي لا تتجاوز حد الترفيه والفضول، وهناك المواقع التي تصل إلى اعماق التخصصات وهناك المواقع التي تتركز حول الجدل الحضاري وهناك من المواقع يتحول فيها الحضور إلى مهرجين لاستقطاب الانتباه وهناك ما هو أقل سطحية وأدبا وهي المواقع التي تحتل شهرة وحضورا جماهيريا كبيرا!.
إلا ان المؤشرات والتجارب المشابهة تؤكد ان هذا الاهتمام بمواقع الصخب والاشاعة وقلة أدب الحوار سيتقلص مع الوقت وينمو الاهتمام أكثر بمواقع الحوار التي تقدم المعلومة وتروج للحقيقة والوعي.
وكما ان الانترنت لدى البعض وسيلة "لفش الخلق" والحديث عن أي شيء وكل شيء، هي لدى البعض الآخر وسيلة للغزل واقتناص علاقة بجنس آخر لطيف أو خشن.،. وهي عند آخرين مجرد استعراض لمعلومات مجهولة المصدر وترويج للاشاعة والكذب الذي يصل أحيانا إلى اذاعة خبر موت شخص معروف أو مشهور من أجل شحذ أكبر قدر من التعليقات.. حتى اصبحت بعض المنتديات تستخدم هذا الاسلوب بوقاحة وغباء وعدم احساس من أجل كسب زوار.. من أجل تسويق نفسها...
هذا العبث لن يستمر طويلا، سينكشف مع تطور خبرة الناس المتواضعة مع الانترنت ومساحاتها.. ومع اكتشاف الآخرين للطريقة التي يكتب بها بعض من جندوا أنفسهم على الانترنت ومواقع الحوار والمنتديات للدفاع والهجوم والسب وحتى الاتهام في المعتقد، وترويج اشاعات الموت لمجرد الاختلاف في الرأي.. أو لمجرد ان شخصا آخر وجد في الانترنت مساحة للتنفس والكتابة والحوار.. أو بسبب موقف نفسي ضعيف تجاه شخص ما.. أو لسبب مرض نفسي حاد يعانيه البعض بسبب هذا الذي تحدثه الانترنت وتسمح به وتفتحه من آفاق... مهما يكن السبب فإن النتيجة واحدة وهو هذا التشويه الذي تحمله بعض المنتديات على مستوى شخصي وعام.. وعلى مستوى وطن وأمة، وعلى مستوى الوعي والصدق والحقيقة.. لكن ذلك كله يحتاج إلى وقت.. إلى تجربة... إلى نمو وعي... وهذا ما نحن في الطريق إليه-.
وقد علق البعض ممن يعطون للمنتديات اهميتها وكونها وسيلة ثقافية بان اقزام المنتديات والمتطفلين واصحاب الخيال الواسع والقصص الوهمية بانهم قد يتبعون وكالات القيل والقال وكانت وكالات يقولون في الماضي تعاني مشكلة في نقل أخبارها ونشرها بين الناس واليوم فإن التقنية قد خدمتها بشكل مباشر بل وجدت لها الوسيلة المجانية لنشر أقاويلها وبسرعة مذهلة من خلال الإنترنت وفي مواقع الحوار والمنتديات لدرجة أن البعض وجدها وسيلة لترويج أهدافه وما يسعى إليه وهنا تبدأ المشكلة ولا تنتهي!!!
الحديث يطول عن المنتديات واكتفى بهذا القدر لعلي اكمله لاحقا عن تصورى ووجهة نظرى الشخصية لعلي استفيد من اطروحاتكم ووارائكم القيمة .
الروابط المفضلة