السلام عليكم يا اخواني
اول مشاركة لي .. واحب صراحة التناقش والحوار في المواضيع الهادفة .. لتبادل الآراء والاستفادة من الخبرات والعقول ..
موضوعي لهذا اليوم عن تأثير القدوة ..
إن تأثير القدوة الحسنه في النشء أبلغ من تأثير المواعظ والخطب في النفس ، فالتاريخ الإسلامي خير مثال لنا في ذلك وعلى رأسهم رسولنا – صلى الله عليه وسلم – حيث كان خير قدوة للصحابة الأخيار فربى القادة العظام والصحابة الكرام .. فأصبحوا قدوة لنا في العطاء والأخلاق والدعوة والجهاد .
ومن هنا أكد المولى جل وعلا على قوله ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ) الأحزاب 21
وكان سيدنا عمر بن الخطاب –رضى الله عنه – قبل أن يأمر الناس وينهاهم عن نهي يجمع أهل بيته ويقول لهم ( أما بعد فإني سأدعوا الناس إلى كذا وكذا أو أنهاهم عن كذا وكذا وإني أقسم بالله العظيم لا يبلغني عن أحد منكم أنه فعل ما نهيت الناس عنه أو ترك ما أمرت الناس به إلا نكلت به نكالاً شديداً )
فالمربي الناجح سواء كان موجه أو معلم أو ولي أمر فهو قدوة يقتدي به غيره ممن يعيشون معه ، ومن يلاحظون تصرفاته وحركاته وسلوكياته ، ومن يشاهد أفعاله ويسمع أقواله .
فلابد أن تكون أقواله وسلوكياته مطابقة لمحاضراته ودروسه وإلا انطبق عليه قوله تعالى ( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون )
فلا يمكن ان ننهي أبناءنا عن شرب الدخان والأب العزيز يسهر طيلة ليله في الشيشة والمقاهي على الدخان ، ولا يمكن أن نأمر أبنائنا المداومة على الصلاة في المسجد والأب العزيز لا يعرف للصلاة طريق .
وكما قال الدكتور العمري الخبير التربوي ( إن القدوة الحسنة هي أمثل الطرق لتربية الأجيال الإسلامية وهي طريقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وطريقة الصحابة والتابعين والأتباع من بعدهم من جهابذة العلماء ، وإن العناية بتربية الطلبة وتوجيههم ، وعدم بقائهم بمعزل عن الأساتذة هي أكثر الطرق فعالية في التأثير على سلوكهم ، وتقوية صلتهم بالله وبتعاليم دينه )
وبهذا لابد أن يكون التصاقنا بأبنائنا في مراحل حياتهم الأولى أكثر فهي فترة التعليم والتدريب بالنسبة لهم . لذلك لابد وأن ننتبه جيدة لتصرفاتنا فهي محط نظر واهتمام بالنسبة لهم .
ومما ذكر الأصمعي من أبيات لأبي الأسود الدولي في هذا المقام حيث قال :
يا أيها الرجل المعلم غيره .. هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي ..الضنا كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا أبدأ وأنت من الرشاد عديم
أبدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
والمتأمل في واقع شبابنا للأسف الشديد يلاحظ أن قدوتهم قد تغيرت فأخذوا يقلدون المنحرفين والمضللين فضعفت هممهم وانحرفت اهتماماتهم وضاعت قيمهم وهويتهم ودينهم الذي ربي نفوساً أصبح العالم يهابها ويحسب لها ألف حساب .
وليكن شعار كل مربي ما كتبه عمر بن عتبة لمؤدب ولده :
( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت )
فهلا بدأنا بإصلاح انفسنا من جديد .
وقفة :
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت . ولن يلين إذا قومته الخشب
السؤال المهم :
ما رأيكم بشباب وفتيات الجيل الحالي ممن اقتدى بمن هم غير كفأ ولا يمتون للقدوة الحسنة بشء؟
من المسؤول عن هذا ؟
انتظر مشاركاتكم وتفاعلكم ..
الروابط المفضلة