بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة والأخوات الأفاضل 000 تحية عطرة 0
إن من أعظم الأعمال القلبية ( التفكّر ) حيث أثناءالله تعالى في أكثر من موضع في كتابه على المتفكرين في آياته ومخلوقاته ، قال تعالى :
(إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) وقال تعالى : (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) وقال تعالى : ( 000 ويتفكرون في خلق السماوات والأرض000 )وفي الأثر تفكر ساعة خير من عبادة سنة
عن عطاء بن أبي رباح قال : دخلت مع ابن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله تعالى عنها فسلمنا عليها فقالت من هؤلاء ؟ فقلنا : عبدالله بن عمر وعبيد بن عمير فقالت : مرحبا بك يا عبيد بن عمير مالك لا تزورنا ؟ فقال عبيد : زر غبا تزد حبا فقال ابن عمر : دعونا من هذا حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كل أمره عجيب غير أنه أتاني في ليلتي فدخل معي في فراشي حتى ألصق جلده بجلدي فقال : يا عائشة أتأذنين لي أن أتعبد لربي قلت : والله اني لأحب قربك ولأحب هواك فقام الى قربة فتوضأ منها ثم قام فبكى وهو قائم حتى بلغت الدموع حجره ثم اتكأ على شقه الأيمن ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن فبكى حتى رأيت الدموع بلغت الأرض ثم أتاه بلال بعدما أذن الفجر فلما رآه يبكي قال : لم تبكي يا رسول الله وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : يا بلال أفلا أكون عبدا شكورا ومالي لا أبكي وقد نزلت علي الليلة : " ان في خلق السموات والأرض .... الى قوله تعالى : " فقنا عذاب النار " ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها .
قال الله تعالى : " وان تعدوا نعمة الله ولا تحصوها " فاذا تفكر الانسان في الآلاء والنعماء ما ظهر منها وما بطن سواء في نفسه " لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم " أو في آيات الله في الكون كل هذا يزيد في محبة العبد لخالقه والتفكر في ثواب ما أعد الله لأوليائه في الجنة من الكرامات يزيده رغبة في الاجتهاد في طلبها وقوة في طاعة ربه وأما التفكر في عقابه وما أعده الله لأعدائه في النار من الهوان والعقوبة والنكال يزيده رهبة ويكون له قوة على الامتناع من المعاصي وأما التفكر في احسان الله تعالى وهو ماستر عليه من ذنوبه ولم يعاقبه بها ودعاه الى التوبة وينظر في جفاء نفسه كيف ترك أوامره وارتكب معاصيه فان التفكر في ذلك يزيد الحياء والخجل من الخالق عز وجل .

قال بعض الحكماء : لا تتفكر في ثلاثة أشياء : لا تتفكر في الفقر فيكثر همك وغمك ويزيد في حرصك ولا تتفكر في ظلم من ظلمك فيغلظ قلبك ويكثر حقدك ويدوم غيظك ولا تتفكر في طول البقاء في الدنيا فتحب الجمع وتضيع العمر وتسوف في العمل .

وقال بعض الحكماء : تمام العبادة في صدق النية وتمام صلاح العمل في التواضع وتمام هذين بالزهد في الدنيا وتمام هذه كلها بالهم والحزن في أمر الآخرة وتمام الهم والحزن ملازمة ذكر الموت بقلبك وكثرة التفكر في ذنوبك 0


# المملوحـة / 24/9/1421 هـ
<IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm15.gif" border=0>

------------------
حب الظهور يقصم الظهور 0