الفقر والجوع يضرب قرية بديا الفلسطينية ويحرم عائلة حسين من الغذاء والكساء!!
التاريخ : 04 / 03 / 2007 الساعة : 18:44


بيت لحم- معا- تنظر دانا ابنة الثالثة وعبدو ابن السادسة بعين الشك والريبة للزوار الجدد الذين حضروا دون دعوة الى منزلهم في قرية بديا شمال رام الله .

وتردد الطفلان كثيرا قبل ان يقنعهم احد العاملين الميدانيين في منظمة الغذاء العالمية " مجدي " بضرورة الاجابة على اسئلة ممثلي المنظمة وكسر دائرة خجلهم وترددهم .

اطفال عائلة حسين يرفضون مد اياديهم طلبا للصدقة او الغذاء حيث تفاخر عبدو الصغير بكونه انشط طلاب صفه واكثرهم اجتهادا , لكن الجوع امر ملموس ومحسوس في زوايا منزل حسين في قرية بديا القريبة من مستوطنة ارئيل ويدحض الى جانب معطيات الامم المتحدة التي اشارت الى معاناة 34% من سكان المناطق الفلسطينية نقصا حادا في الغذاء ادعاءات اسرائيل بعدم وجود مجاعه .

هكذا استهل الكاتب الاسرائيلي افي سخاروف الذي زار قرية بديا شمال رام الله واعد تقريرا نشره على صدر صحيفة هآرتس وتناول فيه انقطاع مصادر رزق اهلها وجوع عائلة حسين كمثال لا يقبل الدحض والنفي على ما وصلت اليه ظروف الفلسطينيين في ظل العزل والحصار .

وتتكون عائلة حسين التي تعاني الفقر والجوع ولا تتناول غير الخبز والحمص وكأسا من الشاي ووجبة اسبوعية مكونة من اللحم او الدجاج على مدار ايام الاسبوع وشهور العام من عبدو ودانا وسبعة اشقاء وشقيقات وامهم بسمة ووالدهم يوسف حسين .

وقالت بسمة " منذ عام 2004 عجز زوجي عن توفير المواد الغذائية الاساسية ،غذاؤنا اصبح محدود النوعية ومعدوم الخيار ويفتقر للحليب والفواكه والخضروات والارز سوى بعض وجبات الخبيزة والبقول التي تقطفها من حديقة منزلها ".

واضافت بسمة " في معظم الاحيان نكتفي بما يوفره برنامج الغذاء العالمي من طحين وزيت الطبخ والملح والطحينية .

ويقع منزل عائلة حسين على بعد مئات الامتار من الطريق الرئيسي الذي كان يدعى "عابر السامرة " وتذكر عائلة حسين مثل الكثيرين من سكان القرية ايام السبت الخالية حيث كان يتدفق عليها مئات الاسرائيليين لشراء اغراضهم واحتياجاتهم الامر الذي اعتاش عليه الكثير من سكان بديا الى ان تفجرت الانتفاضة الحالية واختفى الاسرائيليون ونقل طريق عابر السامرة الى مسافه 2 كيلومتر عن القرية وانقطعت ارزاق المئات من سكانها دون سابق انذار اضافة الى عشرات العمال الذين وجدوا انفسهم يصطفوف في صفوف البطالة بعد ان حظر دخولهم الى اسرائيل واوقفت تصاريحهم وجدار الفصل الذي حال دونهم ومصدر رزقهم على الطرف الاخر من المتراس .

خلقت الاسباب السالفة الذكر طبقة اجتماعية جديدة اطلق عليها برنامج الغذاء العالمي طبقة الفقراء الجدد تتشكل من ابناء الطبقات الوسطى الذين اصبحوا ضحايا البطالة او تراجع مستوى الدخل .

حاول الكثير من هؤلاء ايجاد عمل بديل الا ان حالة عائلة حسين استثنائية بشكل خاص حيث اصيب يوسف قبل ثلاث سنوات بمرض دماغي بسيط لكنه اقعده عن اداء وظائفه وهو لايتلقى بدل بطالة وابناء عشيرته عاجزون عن مساعدته ماديا او غذائيا واصبحت عائلته مرتبطة بشكل مطلق بما يقدمه برنامج الغذاء العالمي .

وتقطن عائلة يوسف المكونة من احد عشر فردا في منزل يتكون من غرفتين صغيرتين تستخدم احداها اثناء النهار كغرفة ضيافة مع تلفاز لايعمل منذ اشهر طويلة تزينها صورة قديمة لبعض الاشجار وقت الغروب والمطبخ اذا جاز لنا تسميته بالمطبخ عبارة عن كوخ خارج المنزل والى جانبه مخزن للمواد الاساسية مثل الطحين وطنجرة الحمص والملح.

تواظب بسمة على نظافة منزلها وتبدو الطناجر الموضوعه فوق انبوبة الغاز غاية في النظافة الى درجة اللمعان وتحدثت لنا عن الدورة التي نظمها برنامج الغذاء العالمي وبالتعاون مع وزراة الزراعه الفلسطينية, وقالت :" تعلمت العناية بالحيوانات المنزلية " الداجنه " مثل الدجاج والارانب والاغنام وفي نهاية الدورة تلقت بسمة رزمة غذائية شهرية تتكون من المواد الاساسية .

ويسعى برنامج الغذاء العالمي الى تحقيق هدفين متوازيين اولهما تقديم مساعدات غذائية عاجلة والثاني تقديم التأهيل المهني الاساسي للنسوة على امل ان يتمكن من مساعدة اسرهن في امور الحياة اليومية والمعيشية حيث تجد بعض نسوة قرية بديا يعملن في زراعة الفطر في حين تجد اخريات يعملن في التطريز اضافة الى برنامج العمل مقابل الغذاء الذي يوفره البرنامج لرجال القرية الذين يعملون في الترميم والبناء والنظافه مقابل رزمة غذائية.

ورغم مساعدات برنامج الغذاء تشتكي بسمة من الجوع الذي يعض اطفالها الذين لا يتناولون الغذاء الكافي والمناسب ومن قلة الرزمة الغذائية التي سرعان ما تنفذ وتترك العائلة بين انياب الجوع الذي لا يرحم, وقالت والبسمة الحزينة ترتسم على شفتيها " ايام السلام عام 1990 عدت مع زوجي من الاردن لكن لم اتوقع مصيرا كهذا " واخذت بسمة الصحفي جانبا واضافت بهدوء حتى لايسمع بقية الحضور حديثها وسألت اذا كنا مستعدين لتقديم مساعدة مالية لعائلتها حتى تتمكن من تصليح سقف المنزل ومنع مياه المطر من التسرب الى داخله .

بدورها قالت الناطقة بلسان برنامج الغذاء العالمي كريستي كمبل ان الكثير من الفلسطينيين في غزة والضفة يتناولون حبات البندورة والقليل من الخبز فقط .

واضافت الناطقة ان المناطق الفلسطينية تعاني من الجوع ونحن نشاهد الكثير من طلاب المدارس يحضرون دون تناول وجبة الافطار او القدرة على شرائها في المدرسة وهناك الكثير من العائلات لا تقدم لاطفالها سوى وجبة واحدة يوميا خاصة في غزة التي عاني اربعه من بين كل خمسة من سكانها شظف العيش ويقبعون تحت خط الفقر وفقا لمعطيات البرنامج العالمي اضافة الى معاناة 54% من سوء التغذية ونقص الوزن دون ان تستثني هذه الظاهرة مناطق الضفه الغربية .

ووصفت الناطقة بلسان برنامج الغذاء الاقتصادي الفلسطيني باقتصاد الجزر التي يتبادل سكانها القلائل العمل والبضائع فيما بينهم في ظل انعدام التجارة مع المدن المجاورة او بين غزة والضفة الغربية .

واشارت الناطقة الى انخفاض مستوى الدخل, وقالت " نلحظ مستوى دخل عند 1.6 دولار يوميا حيث يصنف من يقع تحته كأنسان يعاني نقصا في الوزن ولا يتناول الطعام الجيد وهناك الكثير من الفلسطينيين في غزة لا يتناولون سوى البندورة والخبز صحيح ان ابناء الحمولة والجيران يحاولون المساعدة الا ان هذا الامر غير كاف في ظل تلقي اكثر من 80% من سكان غزة مساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي ووكالة الغوث تمنعهم من الانحدار الى المجاعه المطلقة.

وكالة معا الاخبارية

ان فرج الله قريب

يسلمووووووووووووووووووووووووووووو على الموضوع

العفو اخي