إن الإجرام دركات. ففرق بين أن يرتكب الإنسان جرما محصورا في نفسه، وبين أن يتباهى به ويعلنه على الناس، ثم بين هذا وبين من يدعو إليه ويسعى للدفاع عنه وحماية مرتكبيه. هؤلاء هم شرار الخلق وهم سبب انحطاط الأمم وهلاكها. وقد أعطانا ربنا صورة واضحة عنهم لنسعى جاهدين لقمعهم ودفع باطلهم. تعلمنا من كتاب ربنا أن بعض الناس لا يفعل الغواية فحسب، بل يحبها ويكره الهداية. "وأما ثمود فهيديناهم فاستحبوا العمى على الهدي" وأن بعض الناس لا يرتكب الفاحشة فحسب بل يحب لها أن تنتشر ولا سيما بين الصالحين. " الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا" وأن بعض الناس يحب الكفر والفسوق والعصيان إلى درجة تجعله مستعدا لأن ييذل كل ما في وسعه للدفاع عنها بالحجة والمال، بل وبالنفس وكل رخيص وغال.
كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
وأنت ترى في هذه الآيات الكريمة وغيرها كيف أن الله تعالى لا يكتفي بإخبارنا عن باطلهم، بل يحثنا على مدافعته، وتغييره. فعلى المؤمنين بالحق أن لا يقفوا عند حدود الاستمساك السلبي به، بل أن يكونوا متعاونين في الدعوة إليه، والدفاع عنه، والسعي لقمع أعدائه بالحجة والبرهان، وبذل النفس والنفيس. "إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير." إن حماة الرذيلة لا يقفون عند حد الدفاع عنها، بل يسعون لمحو معالم كل فضيلة مضادة لها. لكن الذي يمنعهم من ذلك هم جنود الحق المدافعون عنه الباذلون الجهد لإعلاء كلمة الله
الروابط المفضلة