المنطق كلمه متعددة المعاني ولكن اقصد بها هُنا معناً واحداً فقط سيتضح هذا المعنى من خلال ما ساخطه هنا من عبارات واتمنى ان تصل إلى قلوبكن
كنت ذات يوم أقرأ في كتاب بعنوان حدائق ذات بهجة للشيخ د.عائض القرني
قرات موضوع كان بعنوان ( البلاء موكل بالمنطق )
هل فهمتي معنى هذه العبارة !!
اقرأيها مره ثانية وثالثة ورابعة حتى تفهميها !!
ردديها معي ( البلااااء موكّل بالمنطق )
سأورد لكن بعض ماجاء في هذا الموضوع
قال تعالى : ( ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً )
سلامة المنطق من سداد الرأي وحسن اللفظ من كمال العقل واصطفاء الكلام من نور البصيرة ..
لما طلب ابناء يعقوب عليه السلام منه السماح بيوسف ليصحبهم خاف عليه منهم وإلا فما أجدر التوكل على الله وأجلّ الإعتماد عليه , وهو عند يعقوب لكنه حُب الولد فقال لهم ) أخاف ان ياكله الذئب ) ففتح لهم عذراً وسنّ لهم حيلة فجاءوا وقالوا( أكله الذئب ) ويوسف عليه السلام لمّا دُعي للمنكر ( قال ربِ السجن احب إلىّ مما يدعونني إليه )
قال بعض اهل العلم بل العفو والعافيه أحب من السجن ..
فسُجن يوسف وفي غياهب السجن وكربة الحبس قال لصاحبه الخارج من السجن ( اذكرني عند ربك )
أي عند الملك والله عزوجل أقرب مذكور فكان الجواب : ( فلبث في السجن بضع سنين )
وفرعون العاثي نادى ( هذه الانهار تجري من تحتي )
فكان الجزاء أن اجراها الله من فوق رأسه غريقاً مدحورا ..
وأحد المنافقين المردة أنطقه نفاقه فقال ( رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لايفقهون )
فأتى الإذن ( ألا في الفتنة سقطوا )
فالبلاء موكل بالمنطق الحيطة في اللفظة واجبة وجوب الحذر في الفعل والاهتمام بالحديث لازم لزوم الاعتناء بالعمل لان القلوب قدور تغلي مغاريفها الالسن ...
كان هذا بعضاً مما اورده الكاتب في الموضوع ..
ظللتُ أتفكر واحاسب نفسي ماذا عساني قد قلت .. يااااه كثيرة هي الكلمات التي قلتها ... شعرت بالخوف والضيق أين انا عن مثل هذه الكلمات ... كُنت في غفلة عنها .. حاولت ان اتذكر .. فتذكرت كلمات تمنيت لو اني لم اقلها ..
رحماك ربي فقد كُنتُ في غفلة ...
ولكن الحمد لله الذي رزقني باختيار مثل هذا الموضوع والذي استيقظت به من غفلتي في هذا الجانب ..
اصبحت أتفكر في عبارات من حولي فذات يوم كانت اختي تتحدث عن امر استنتجت من كلماتها عدم رضاها بحصول مثل ذلك الموقف لها ولكن الفاظها لم تُعجبني ... فقلت لها .. لا ...لاتقولي ذلك فقد قرات في موضوع ما بأن البلاء موكل بالمنطق .. فقد تحاسبين بسبب هذه الكلمات ...
تعجبت هي !!
فقالت لستُ متشمته .. قلت نعم ولكن احسني اختيار الالفاظ
نظرتُ إلى امي وهي متعجبه ايضاً فقد استشعرَت عظم الامر وقالت نعم صدقتي ..
أصبحت اردد ذلك حين شعرتُ برداءة ألفاظ من حولي ..
وأذكّرهن بانهن سيحاسبن على كلماتهن
فإني أرى العجب !!
تلك تتشمت بفلانة المريضة وبفلانة لان الله ابتلاها باي نوع من انواع البلاء ..
تتحدث باسلوب المتشمته ضاق صدري ذرعا من ذلك ..
بل قد تتشمت بمن تابت إلى الله من معصية كانت تفعلها فتقول اصمتي فقد كنتِ تفعلين كذا وكذا
لمَ كل هذا
تلك المريضة والمبتلاه الله قد ابتلاهاو الله إذا احب عبده ابتلاه
والله يبتلي ليهذب لا يبتلي ليعذب ...وفي ذلك كفارة لذنوبها
وتلك التي تابت قد عادت إلى ربها والتوبة توجب ماقبلها لمَ تذكريها بما أخطأت به وقد ابتعدت عنه
لمَ لا تحتفظي بكلماتكِ التي قد تُغضبين بها الله عزوجل
بل قد تكوني تسببتِ في ضيق وألم من تشمتتي بها
بل قد تُضيعين تلك التائبة فتشعر بان الله لم يتقبل توبتها فتتراجع
لنتذكر بان الله عزوجل
قد يسلبنا مانحن فيه من نعمه بسبب سوء ملافظنا .. فهو القادر على كل شئ ...
ونحن ماااا أضعفنا
ضعفااء من الشوكة نتألم !!!!!
منذ قراءتي لذلك الموضوع
أصبحت اتذكر تلك العبارات بين حين وآخر إن لم أكن اتذكرها كل حين !!
وذات يوم حين وددت الاستعانة باحد المراجع لحاجتي لشرح حديث ما
امسكت بكتاب سبل السلام شرح بلوغ المرام للصنعاني
سبحان الله فتحت على الحديث التالي رغم اني لم اكن بحاجة إليه وليس هو المطلوب ولكن ...حكمة الله !!
الحديث هو :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عيّر اخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ) أخرجه الترمذي (2505) وحسّنه وسنده منقطع ) كانه حسنه الترمذي لشواهده فلايضر انقطاعه .
وكأن من عير اخاه أي اعابه من العار وهل كل شئ يذم به عيب كما ورد في القاموس يجازى بسلب التوفيق حتى يرتكب كل ماعيّر اخاه به وذاك إذا صحبه إعجابه بنفسه بسلامته مما عيّر به اخاه ..
هذا بعض ماورد في كتاب الصنعاني بعد ذكر الحديث
وكانت للأسف هي المره الاولى التي اقرأ فيها هذا الحديث
نعم كُنت في غفلة وخشيت عليكن من ان تكُنّ مثلي فأحببت ان أذكركن
خشيتُ على فلانه تماديها في الحديث والتشمت بفلانه
خشيت على فلانه اعتراضها وتسخطها من امر ما بألفاظ لاتليق
خشيت على تلك التي وقفت بوجه رفيقتها قائلة لها : فلانه لاتنسي فقد كنت تفعلين كذا وكذا وكذا
فإذا بها تبعدها وتغلق باب الامل في وجهها وتوهمها بان الله لن يقبل توبتها
أخياتي
لنتقي الله في الفاظنا
لنبتعد عن الاستهزاء والسخرية بالغير
لنتذكرباننا كلنا من تراب خلقنا منه وله سنعود
لنتذكر ضعفنا وحاجتنا إلى الله
لنبتعد عن إيذاء الغير
لنصمت إن لم يكن حديثنا خيراً
فالصمت حكمه !!
دُمتن بخير
الروابط المفضلة