علامات الاحترام
هناك عدة علامات ظاهرة يستطيع من خلالها أحد الزوجين معرفة مدى احترام الطرف الآخر له منها:
أولا: النظر والاستماع:
ونعني بها أن ينظر أحدهما إلى الآخر أثناء حديثه إليه، وأن يحسن الاستماع إليه، فإذا تحقق ذلك تحقق الاحترام لذات الآخر.
ثانيا: الاستجابة للمشاعر:
ونعني بها أن يشارك كل طرف الآخر مشاعره في أحزانه وأفراحه، فان هذا من علامات الاحترام، أما لو تركه لوحده في مشاعره، فان الطرف الآخر يستنتج من ذلك عدم اهتمام الآخر به أو بمشاعره وعدم تقديرها أو احترامها.
ثالثا: الدفاع:
نعني به دفاع أحد الزوجين عن الآخر أمام أهله أو أصحابه إذا تحدثوا عنه بسوء أو منقصة، فان هذا التصرف الدفاعي يعطي له شعورا باحترام العلاقة الزوجية القائمة بينهما.
رابعا: التربية:
ونعني بها تربية الأبناء وتوجيههم نحو احترام الوالدين، فمثلا إذا دخل الابن، يقول له والده: هل قبلت رأس أمك؟ فان مثل هذا التصرف يعطي للأم الشعور بالاحترام، وكذلك تفعل الأم مع أبنائها تجاه والدهم.
خامسا: اللسان واليد:
ونعني بذلك أدب اللسان واليد في التعامل مع الطرف الآخر وعدم الاستهزاء بشكله أو تصرفاته أو لباسه، وعدم ضربه أو تحقيره أو شتمه، فان هذه التصرفات تؤثر في العلاقة الزوجية سلبا وتهدم بنيان الأسرة، وتزيد من الكراهية بين الزوجين، ولذلك أجازت الشريعة الإسلامية للزوجة طلب الطلاق للضرر إذا أهانـها زوجها وتضررت منه فعلا أو قولا، ولعل من أغرب القضايا التي اطلعت عليها أن زوجة طلبت الطلاق من زوجها بسبب سكوته وعدم حديثه معها، وقد أسست طلبها على أن هذا يضر بنفسيتها، وأنه دليل على عدم احترامه لها.
يودعها إلى الباب
بعض الكتاب يدلل على احترام الغرب للمرأة، ويضرب مثلا بفتح الزوج باب السيارة لزوجته، وان كان هذا في ظاهره احترام، إلا أن هنالك جوانب كثيرة يكتشف فيها الناضج أنهم يهينون المرأة ولا يحترمونها، ونحن المسلمين ليس لدينا قضية صراع بين الرجل والمرأة، وإنما كل واحد منهما يكمل الآخر، ولهذا فأننا نقول بان الاحترام واجب من كلا الطرفين ولكل منهما، ونضرب مثلا في ذلك وهو حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، عندما جاءته زوجته السيدة صفية تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتذهب، فقام النبي عليه الصلاة والسلام معها ليودعها إلى الباب، وفي رواية أخرى أنه قال لها: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة فخرج معها.
(رواه البخاري ومسلم)، ولهذا فإننا نتمنى أن يسود الاحترام بين الزوجين، لأن الاحترام سر دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي.
الروابط المفضلة