بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:


عبد الله شاب ملتزم يخاف الله تعالى ويواظب على الصلاة ويحب الإطلاع والعلم والقراءة لكنه أيضاً شاب مرح وعادي جداً يلبس بنطلون وبلوزة كسائر الشباب إلا أن أفكاره تختلف عنهم واهتمامته أكبر من اهتمامات شباب عصره, عبد الله عمره 25 سنة وهو يعمل في مهنة شريفة وبمركز جيِّد ولكنه "أعزب", وهو يحب القراءة بشكل يدل على أنه "نهيم".

يتوجه عبد الله إلى المكتبة تقريباً مرة واحدة أسبوعياً إلى مكتبة من المكتبات بجانب بيته, فكان يرى بنت من البنات في غاية الجمال وهي ملتزمة بحجابها فقد أسرته وقُذِفَ حُبها في قلبه وصار يريدها بشكل مشروع وليس بالشكل الذي يريده الشباب الطائش الهائم, ولقد استحى عبد الله مرات ومرات أن يُخاطب الفتاة ويعلن لها بصراحة عن موقفه تجاهها, وفي يوم قرَّر عبد الله أن يتجرأ ويذهب ليسأل الفتاة الخِطبة وذلك لإنه يعلم في قرارة نفسه أن الله يعلم أنه لا يريد إلا خيراً فكان هذا الحوار:

عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله

الفتاة : وعليكم السلام ورحمة الله

عبد الله: ممكن أكلم حضرتك إذا سمحتي كلمتين على انفراد ؟

الفتاة (باستغراب): خير إن شاء الله ؟

عبد الله: الحقيقة يا بنت الناس حضرتك عاجباني وأنا والله ما أريدك إلا بالخير وبما يُرضي الله فأنا أرغب في خطبتك

الفتاة (مذهولة): عفواً ؟؟؟

عبد الله: والله أنا جاد جداً ولا أمزح

الفتاة: وكيف أعرف إنك جاد ؟

عبد الله: لو ما كنت جاد كنت حرمي الرقم أو أرسل رسالة بلوتوث أو أستهبل بوسائل مختلفة وما كنت حجي وأكلم حضرتك مباشرةً

الفتاة: طيب خير مشكور أخوي

عبد الله: وإياكِ بس ما أبغاكِ تصرفيني لإني جاد في الموضوع يا بنت الناس

الفتاة: طيب أخي معايا في المكتبة إيش رأيك تكلمه ؟

عبد الله: طبعاً أروح وأكلمه

ذهبت الفتاة بعبدِ الله إلى أخيها وشرحت لأخيها ما يريد فقال أخوها:

يا عبد الله أنت تريد أختي ؟

عبد الله: نعم

أخوها: وتعتقد هذا أسلوب ؟

عبد الله: أنا لم أخالف ربِّي وطالبت أختك بما يُرضيه ورب العالمين يشهد لإنها عجبتني

أخوها: طيب خذ رقمي ويصير خير

وبعد عدة أيام إتصل عبد الله على أخي البنت...

عبد الله: السلام عليكم..معاي الأخ (..) ؟ أنا عبد الله من مكتبة (..) إللي كنت طالب أختك في الحلال

أخوها: آها نعم نعم حيَّاك الله وبيَّاك

عبد الله: ممكن أعرف التطورات أخوي

أخوها: والله يا سيدي أختي موافقة وشافت فيك رجل شهم وعنده مروءة وهيا معجبة بك

( لم يُصدِّق عبد الله نفسه وطار من الفرح ! كيف أن هذه الفتاة الجميلة الساحرة العفيفة الشريفة الملتزمة تُعجب بشخص عادي مثله ؟ فعبد الله شكله عادي وليس بذاك الوسيم فارس أحلام معظم الفتيات؟ لا بد أنه لفتها برجولته وصراحته )

عبد الله: من جدك يا أخوي ولا تتمقلب علي ؟

أخوها: لا والله من جدي , وخذ هذا رقم والدتي أعطيه للوالدة وخليهم يتفاهموا

عبد الله: أكيد أكيد الله يجزاك خير

وأعطى عبد الله رقم والدة الفتاة إلى والدته وشرح لها ما حصل فقامت أم عبد الله بالإتصال بأم الفتاة وتمت الأمور على خير وتمت الخطوبة وبعد أشهر معدودة سيتم الزواج بفضلٍ من الله.

والآن عندي سؤالين للحوار:

للشباب: لو أعجبتك فتاة هل تفعل ما فعله عبد الله ؟

للبنات: لو جاء رجل مثل عبد الله وأُعجِبَ بكِ وخاطبك بأسلوب مهذَّب ولبق وأنه يريد خطبت هل ستتصرفين مثلما تصرفت تلك الفتاة أم ستتطنشيه ؟ أم ستفضحيه ؟ أم حتقلي أدبك عليه ؟

رجاء مشاركة الجميع : )

ملاحظة: أنا من أنصار عبد الله قلباً وقالباً ونِعم الرجل هو

أخوكم / فتى عرعر