بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السموات و الأراضين السبع ومن فيهن والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين وإمام المهتدين صلاة وسلاماً دائمين أتميّن إلى يوم الدين ......... وبعد :
بدأت الدراسة في الجامعة وبدأ الفصل الدراسي الثاني , , , وبدأت الطالبات في حذف وإضافة المواد وتلجأ بعض الطالبات إلى حذف مواد وتغيير مجاميع فقط لأن أستاذات ودكتورات تلكم المواد يُحكى عنهن من قبل الطالبات السابقات أنهن كذا وكذا من سوء المعاملة والخلق والشدة في التدريس والاختبارات والأسئلة والنتائج السيئة من درجات متدنية ورسوب البعض . . . أما أنا والحمد لله لا أهتم بهذا الأمر ولا أهتم بمن ستدرسني على عكس الطالبات كما ذكرت يسألن وينقبن عن من ستدرس المادة ... فلا أهتم بذلك وحتى لو سألت لا يتعدى كونه سؤالاً عابراً فقط . . . فماذا سأجنى من تلك الأسئلة فالمنهج المقرر والجد والاجتهاد هو الحكم في النتائج بعد توفيق الله !! وهذا هو معيار التفوق والنجاح لدي . . .
في آخر فصل دراسي لي بالجامعة بالسنة التربوية درست ذلك المقرر وحضرت العديد من المحاضرات لذلك المقرر وأنا لا أعرف اسم المحاضِرة التي تدرسنا . . كما ذكرت سابقاً أني لا أهتم بهذا الأمر ـ وقرب موعد الاختبار النصفي لذلك المقرر فسألت صديقة لي كانت تجلس بجواري " ما اسم الدكتورة ؟ ؟ ! ! " فقالت : هذه فلانة فيه أحد في الجامعة لا يعرف فلانة ! !
وللأسف كانت الطالبات في الجامعة مشوهين صورة هذه الأستاذة شديدة وأسئلتها صعبة وغير ذلك ..
بعد انتهاء المحاضرة ذهبت إليها لأعتذر منها عن الاختبار فقلت لها : يا أستاذة هل لديك مجموعة ثانية أريد أن أختبر فيها غير هذا اليوم لأن لدي اختبار مادة أخرى في نفس اليوم ولا استطيع اختبار مادتين في نفس اليوم , فقالت لي بكل لطف وحنان ـ حتى أني ما زلت أذكر تلك العبارة ـ : لا يا بنتِ. . . الله يعينك شدي حيلك واختبري . . .
وجاء موعد الاختبار النصفي واختبرت والحمد لله وكانت الأسئلة بسيطة في غاية السهولة من مر على المذكرة مروراً سريعاً يستطيع حلها ـ بتوفيق الله ـ عكس ما قال الطالبات عنها . . . واختبرت النهائي وكان في سهولة النصفي وللحمد لله . . . والغريب أني بعد كل هذا تحدثت مع إحداهن عن طيبة هذه الأستاذة وأسئلتها فما زالت مصرة على كل ما سبق ذكره عنها من أنها شديدة وأسئلتها صعبة . . .
صديقة لي تعرفت عليها من قرابة العامين . . . تسكن قريباً منا كنت أرى أخواتها في الجامعة ولا تربطني بهن أي علاقة تذكر . . .
قيل لي عنهن أنهن مترفات متبخترات يهتموا كثيرا بالمظاهر . . . وأن أحداهن خُطبت فطلبت أن يُقام حفل زفافها في القاعة الفلانية وهي قاعة من أفخم القاعات بمنطقتنا وسعرها بالطبع باهض وطلبت أن تقضي شهر العسل بإحدى الدول الأوربية . . . طبعاً كما نُقل لي أن هذا قد يكون بتحريض من والدتها . . . ولم يتم هذا الزفاف . . .
وبعد فترة التحقت إحداهن بدار التحفيظ التي أدرس بها فتعرفت عليها أكثر وتقربت منها وأصبحت صديقة غالية . . . فوجدتها من أسرة ذات صلاح وتُقى كذلك أحسبهم والله حسيبهم سباقة للخير والجود والعطاء والأعجب من ذلك ما سأذكره الآن : :
قُبيل الاختبارات النهائية بأيام تزوجت أختها وأقيم لها حفل زفاف بسيط في بيتهم المتواضع . . . عكس ما قيل لي سابقاً من أنهن طلبن القاعة الفلانية وشهر العسل في ذاك المكان الراقي . . .
خرجت من القصتين بفوائد عظيمة . . . ساسطرها هنا لأني أحبكن في الله أخواتي الغاليات وراغبة لكن بالخير والفائدة : :
~*~ الفوائـــــــــــــــــــــــــــد ~*~
1 ـ الحُكم على الشيء فرع من تصوره .
2 ـ على المرء أن لا يُصدق كل ما يُقال له .
3 ـ حذف كلمة ـ الفشل ـ من قاموس حياتي لأنه " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس " .
4 ـ مظهر الإنسان لا يعطي انطباعاً صحيحاً عنه دوماً .
5 ـ تقوى الله عز وجل ومخافته وحفظ اللسان والانشغال بمعالي الأمور وترك الخوض في أعراض الناس .
6 ـ الصعوبة والسهولة أمر نسبي من شخص لآخر .
7 ـ عدم التعميم .
8 ـ قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن يحركها كيف يشاء .
المــــــــــــــزيد من الفوائد التي قد تكون غابت عني , , , وقصص أخرى بجعبتكم . . . انثروها ها هنا . . .
لتـــــــــــــعمَ الفائدة
~ أختكن ومحبتكن في الله ~
أم المقداد
الاثنين / 5 ـ 12 ـ 1427 هـ
الســـ 6:30 ص ــــــاعة
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروابط المفضلة