1-لماذا رفض تنظيم القاعدة اغتيال السّفيرالأمريكي في العراق؟؟!!
[
من ملفات تنظيم القاعدة الاستخباراتية]
قبل عدّة اشهر اتصلت مجموعة من قوّات بدر وعنطريق وسطاء من أهل السنة بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وكان الاتصال قد تم بعدأن قام مجموعة من عصابة قوات بدر بانتحال صفة تجار للأسلحة وبعد إجرائهم عدةمحاولات للاتصال بوجهاء وشيوخ بعض العشائر في محافظة الأنبار والتعامل معهم علىأنهم تجّار أسلحة وأنّهم على استعداد لتجهيز المجاهدين بالأسلحة المهرّبة من سورية.


وقد تم بالفعل استلام مجموعة شحنات من تلكالأسلحة. ثم بعد عدة اشهر من التعامل ذَكَرَ أولئك التجار أن لهم علاقات حميمة ببعضالأعضاء في المجلس الوطني السابق في عهد الجعفري وببعض الأجهزة الأمنية الموجودينفي المنطقة الخضراء، ولذلك فبإمكانهم الدخول والخروج من المنطقة الخضراء متى شاءوا. وأنهم على أتم الاستعداد لتمكين بعض المجاهدين من الدخول والخروج إلى المنطقةالخضراء. وقد تمّ إثر ذلك إرسال احد الإخوة إلى داخل المنطقة الخضراء لاختبار الأمروقد مكّنه أولئك التجار من دخول تلك المنطقة بكل يُسْر، ثمّ تكرّرت محاولات الدخولإلى تلك المنطقة حيث تم تقصي بعض الأهداف وتحديد مواقعها. ولكن أثناء محاولاتالدخول إلى المنطقة الخضراء لاحظ الإخوة وجود علاقة غريبة بين أولئك التجار ورجالالأمن العراقيين الموجودينفي تلك المنطقة والذين كان يجري تمرير الإخوة عن طريقهمبكل سهولة ممّا أثار بعض الشك والريبة في عن الإخوة، .

ثم جرى اتصال بعد فترة مع أولئك التجار لأجل تحديد الأهداف التيباستطاعة المجاهدون استهدافها، وأثناء التباحث كان الإخوة المجاهدون يركّزون علىضرورة إجراء ضربة واحدة شاملة لكل الأهداف الممكنة، بما في ذلك السفارة الأمريكيةوالبريطانية ومقر الرئاسة ومجلس النواب، بالإضافة إلى بعض الأهداف الأخرى، بينماكان أولئك التجار يُصرّون على أن تكون الخطة مقتصرة فقط على ضرب موكب السفيرالأمريكي " زلماي خليل زاده " أو موكب العميل " جلال الطالباني "، وأنّه من الممكنضرب باقي الأهداف لاحقاً، ولمّا كان الإخوة يعلمون صعوبة إعادة تنفيذ هجوماً آخربعد تنفيذ الهجوم الأول، حيث ستجري عمليات ملاحقات وتشديد للحراسة مما قد يمنعالإخوة من تنفيذ هجوم آخر، ولكنّ أولئك أصروا على رأيهم وأكّدوا أنهم قادرون علىإعادة الكَرّة مهما كانت الرقابة الأمنية، مما وضع مؤشر آخر للشك.

وفي الوقت الذي تم الإتفاق على خطة الهجوم وعلىيوم التنفيذ، فقد كانت قسم التحري والاستخبارات في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدينيجري تحريّات خاصة عن أصول هؤلاء التجّار وتاريخهم.
كانت الخطة تقتضي إدخال سبعة من المجاهدين، خمسة منهم استشهاديين، ثلاثةيقودون سيّارات يتم إدخالها بطريقة خاصة، واثنين يفجّرون أنفسهم بأحزمة ناسفة،واثنين آخرين للمتابعة والمراقبة، ويتم إدخال الجميع على دفعات، بحيث تُنَفّذالعملية الأولى في الساعة الثانية ظهراً (حيث خصّصت سيارتين لموكب السفير الأمريكيواستشهادي بحزام ناسف يفجّر نفسه بعد تجمّع سيارات الإسعاف للإنقاذ. وسيارةللطالباني واستشهادي مفخّخ عند الإنقاذ). وقبل يومين من التنفيذ وصلت معلوماتاستخباراتية تشير إلى إن بعض الأسلحة التي كان قد باعها بعض أولئك التجار كانتإيرانية الصنع وليس روسية كما ادّعوا!!. وإنها قدمت عن طريق إيران وليس سورية!!،ممّا زاد الشّك عند الإخوة المسؤولين عن العملية ودعاهم الى إيقاف تنفيذ العمليةالى حين التأكد الدقيق من شخصيات أولئك التجار ونواياهم الحقيقة.

وبعد التحقق والتقصي تبين إن اثنين منهم هم من أهلالجنوب وأنهم كانوا في إيران قبل احتلال العراق. وهم:
" عباس جار الله " وهو من مواليد سوق الشيوخ سنة " 1963 " وقد فرّ إلى إيران أثناءحرب العراق مع إيران، ثم هاجر الى فرنسا ثم دخل سوريا قبل سنة من سقوط بغداد، وقدوكان من المقربين للمدعو " عباس البياتي "، (وعباس البياتي واحد من أشهر قادة قواتبدر، وهو تركماني من سكنة طوزخرماتو وكان ضابطا في الجيش العراقي وقد تم أسره منقبل إيران بعد إصابته في قدمه، ولكن تبيّن لاحقاً أنّ عملية الأسر لم تكن حقيقية،وأنّه هرب إلى إيران بسابق تخطيط وقصد، وأنه التحق مباشرة بالمعارضة، وقد قامتالاستخبارات العراقية باحتجاز أبيه وإخوته والكثير من أقاربه، حتى تم سحب سيارةالسوبر التي كان قد أكرمهم بها النظام السابق والتي أُعطيت لأهله من ضمن المكافئاتالتي كانت تعطى لذوي الأسرى الضباط، وكان قد لحقه فيما بعد أحد أبناء أخته " عقيلنجم عبد الله "، وقد عُيِّنَ عباس البياتي مسؤول الاستخبارات في قوات بدر، وكان أحدالمسؤولين عن سرقة كافة الأجهزة الحساسة وأجهزة الإشعاع الخاصة ببرنامج الطاقةالنووية في التويثة والموجودة في مراكز البحوث العراقية بعد الاحتلال).

أما الآخر فهو " محمد رضا شبيب "، وهو من مواليدالبصرة سنة "1971 "، وقد لجأ إلى إيران سنة " 1997 "، ثم الى سورية سنة " 2001 "،ودخل العراق بعد الاحتلال وهو زوج الأخت الصغرى لـ" عباس جار الله ". فيما لم يتمالتأكد من هوية الآخران وهما " احمد يونس " واسمه الأصلي " موسى جاسم الناصري " والآخر " سعد رشيد " واسمه الحقيقي " محمد قاسم ".
وحال وصول تلك المعلومات تم ترتيب الأوضاع ورسم المخطط للإيقاع بهم،ولكن تأجيل تنفيذ العملية اثار الشك عندهم مما جعلهم أكثر حذراً. لكن وبحمد اللهوبعد محاولات كثيرة تم الإيقاع بأحدهم وهو" محمد رضا شبيب " فيما تم مقتل سائقهورجل آخر كان معهما بعد محاولة فرار قاما بها. وبعد التحقيق معه تم معرفة جميعتفاصيل العملية والتي كانت كما يلي:

لقد صدرتالأوامر من الجهات العليا في إيران الى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (الشيعيةالمجوسية) وحزب الدعوة وكافة الأحزاب الشّيعية المتحالفة في قائمة الائتلاف الشيعيعلى ضرورة التخلص من السفير الأمريكي " زلماي خليل زاده " نظراً للمواقف السلبيةالتي اتخذها من الشيعة، فيما كان حزب الدعوة (وتحديدا إبراهيم الجعفري) قد أصر علىالتخلص من جلال الطالباني بسبب الموقف المتشدد الذي أبداه الطالباني بخصوص ترشيحالجعفري لولاية ثانية، بالإضافة الى النظرة الشيعية نحو الأكراد التي تعتبر الأكرادجنس من الجن تم كشف الحجب عنهمّّ (1)!!.
إلاإن التركيز كان على أشده بخصوص التخلص من السفير الأمريكي وخصوصا بعد أن تم الكشفعن ملاجئ التعذيب وفرق الموت التابعة لوزارة الداخلية وحيث شخص ذلك السفير على انهالعدو الأول لمشروع الشيعة (إيران ) في السيطرة على العراق، لهذا كانت القياداتالشيعية مصممة على قتل هذين الشخصين، لكن المشكلة كانت هي كيف يمكن أن يتم ذلك معالاحتفاظ بموقع الشيعة المقرب من أمريكا؟ وكيف يمكن القيام بذلك وفي نفس الوقت يمكنتجنب ردّة الفعل الأمريكية التي قد تجرّدهم من كل ما جنوه طيلة هذه السنواتالثلاثة. وقد كانت الفكرة الأولى تسعى الى توريط جماعة شيعية وبالخصوص جماعة الأحمق (كما يسمونه) مقتدى الصدر للقيام بهذه العملية، وبهذا يتم تحقيق الهدف في التخلص منزلماي خليل زاده وكذلك التخلص من مقتدى الصدر ومن عصابته في جيش المهدي، ولكن بسببمعارضة الجعفري لهذه الفكرة وبسبب الخوف من أن يلحق الضرر بكل الشيعة، لذلك قرّرفيلق بدر تبنّي العملية بطرقه الخاصة وبمساعدة الاستخبارات الإيرانية المتوغلة فيالعراق، حيث يسعى إلى خطة يتم من خلالها استدراج تنظيم القاعدة للقيام بهذهالعملية، وبذلك يتم ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول والثاني هما عصفوري " زلمايخليل زاده " و " الطالباني "، والعصفور الثالث هو تنظيم القاعدة، وهنا يتحقق ضربالتنظيم من خلال قيام القوات الأمريكية بشن ردة فعل عنيفة على هذا التنظيم (وعلىعموم أهل السُّـنّة)، ومن جهة أخرى فان نجاح هذه العملية سوف يعزّز من مكانة أولئكالتجار وثقتهم عند التنظيم مما قد يسهل عليهم التوصل الى اكتشاف مكان الشيخ أبومصعب الزرقاوي أو بعض القيادات المهمة الأخرى في التنظيم. بالإضافة الى عصفور رابعهو اتّهام ما يسمى بقيادات أهل السّـنّة السياسية (جبهة التوافق والحزب الإسلاميوجبهة الحوار) بأنهم هم من سهّل الطريق لدخول أولئك الاستشهاديين الى المنطقةالخضراء، وبالتالي التحريض على طرد أولئك من العملية السياسية. بالإضافة إلى انهكان هنالك سيناريو طوارىء مفاده انه في حالة تغير الظروف فان بإمكان قوّات بدرالإيقاع بعناصر التنظيم الاستشهاديين وإلقاء القبض عليهم قبل التنفيذ وتسليمهمللأمريكان كطريقة لإبداء الشكر والعرفان للأمريكان عن معروفهم في تحرير العراق(!!). وبهذا فإن تلك العملية كانت ستشكّل نصراً استخباراتياً ساحقاً بالنسبة للشيعةالمجوسية، وخصوصا إذا ما عرفنا أن تجار السلاح أولئك كان قد طُلِبَ منهم اختراق بعضالأوساط الجهادية، حيث قاموا على مدى عام كامل بتجهيز بعض الجماعات الجهاديةبالكثير من الأسلحة وإنهم استطاعوا أن يحصلوا نسبيا على بعض المعلومات المهمة داخلالوسط الجهادي.

إلا أنهم. . . يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. . . . ، فرغم هذا الدهاء والحيلة ورغم ان الأهداف التي كانت معروضة كطُعُم من النوع الذييسيل له لُعاب تنظيم القاعدة وكل المجاهدين، وان التنظيم كان على استعداد للسيرقدما في تنفيذ هذه العملية رغم النتائج التي كان سوف يجنيها الشيعة المجوسية، إلاأنّ الخوف كان منصّبّاً في رفض العملية على الخوف من أن يقوم الشيعة المجوسيةبإلقاء القبض على الإخوة الاستشهاديين قبل القيام بالعملية والتنكيل بهم، وهذا كانالهاجس الأكبر الذي جعل الإخوة يقررون إلغاء العملية والتسريع في القبض على أولئكالتجّار المزعومين، حيث كان قرار الإخوة بعد اكتشاف حقيقة أولئك التجار أن هؤلاءالشيعة المجوسية لا يمكن الوثوق بهم، وانه ليس من الحكمة الوثوق بالعملاء والخونةمهما كانت أشكالهم وألوانهم ومغرياتهم.

وهكذا انتهت هذه التجربة، وبحمدالله لم يتعرض أي من الإخوة لأي سوء سوى الحزن العميق والدمع الغزير الذي سال منعيون الإخوة الاستشهاديين الذين كانوا يتربّصون يوم التنفيذ بفارغ الصبر يسألونالله الشهادة والتنكيل بالعدو.
لقد كان حفظ الله وكرمه ثم القوة الاستخباراتيةللتنظيم ولبعض الجهات الجهادية الأخرى الأثر الأكبر في إفشال مخطط الشيعة المجوسيةوعدم الوقوع بذلك الكمين.

ان من النتائج التي يمكن استخلاصها من هذهالتجربة هي ما يلي:
1-
ضرورة التقصي والاستخبار الدقيق عن كل من يتقدم ليعرضخدماته على المجاهدين وان يكون سوء الظن مقدّماً على حُسْن الظنّ في هذه المواقف،وقد قيل سابقا "سوء الظن من حسن الفطن".

2-
اليقظة والحذر ودقة الملاحظة فياستقصاء أخطاء العدو وتربّص هفواته والتي يمكن أن تفضح شخصية العميل الحقيقية أوتكشف سوء نواياه.

3-
عدم الوثوق بالكفار والمنافقين حتى لو بدا منهم مايدعوا إلى الثقة أو كان ظاهر ما يدعونا إليه مغريا، لأنه لا ذمة لأمثال هؤلاء.

4-
أهمية التعاون مع باقي الجماعات الجهادية وتكوين مراكز لقاعدة المعلوماتيُمْكِن أن يَرْجع إليها كل المجاهدين وإيجاد الوسيلة المناسبة لتبادل المعلوماتالاستخباراتية حول العملاء والخونة والأعداء بين الجماعات الجهادية بل وبينالجماعات الجهادية وبين باقي أطياف المجتمع الإسلامي وطبقاته، وليس في العراق وحدهبل وفي كل العالم (تشكيل مركز معلومات عالمي لتقصي شخصيات العملاء والأعداء وكل منيملك معلومة عن شخص سيء يمكن له أن يوردها هناك أو أن يجدها فيه كل من يبحث عنها).

5-
عدم التسرع في اتخاذ القرارات وتوخّي الدّقّـة والحذر وإجراء الكثيرالكثير من الحسابات قبل اتخاذ القرار بنوع الهدف الذي سوف يتم إرسال احدالاستشهاديين لتنفيذه. لان هؤلاء الاستشهاديين هم خيرة أهل الأرض ومصابيحه التيتنير ليله الكالح، وان احدهم عندنا لهو أغلى من كنوز الأرض لو وُزِنَت. ولولاالإيمان بعظيم قضيتنا وسمو أهدافنا وانعدام الوسيلة البديلة لاستخدامهم لما ضحّينابهم، لكن لابد من مداد الدم لكي نخط " لا اله الا الله " ونرفعها فوق العبادوالبلاد.

فيا أمّة الإسلام. . . سيري وجديّ في السير فالطريق الطويل قدأزفت بإذن الله نهايته، والليل الأليلُ يوشك أن ينقشع ظلامه وان فجر الإسلام يوشكأن يؤذن بلاله.
فبشرى لمن كان لِدَمِهِ مكاناً في خط حروف التوحيد وطوبى لمنكان له في محاربة الكفر والظلم نصيب وهنيئا لمن استخدمه الله لنصرة دينه.
اللهمإن لم تجعلنا من المجاهدين فاجعلنا من خدمهم. اللهم هم مددك إلينا فأكثر المدد،وزيد العُدَد، واهدهم إلى الرشَدْ، وارفع الراية راية التوحيد فوق البلد، إنك أنتالمنعم الباقي إلى الأبدْ.


(1) [
روى الكليني في الكافي عن ابى الربيعالشامي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام فقلت : ان عندنا قوما من الاكراد ،وانهم لا يزالون يجيئون بالبيع ، فنخالطهم ونبايعهم ؟ قال : يا ابا الربيع لاتخالطوهم ، فان الاكراد حى من أحياء الجن ، كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلاتخالطوهم» (الكافي5/158 رياض المسائل للسيد علي الطباطبائي ج1ص520]