في تحول درامي غير مسبوق و غير متوقع من حبر الكنيسة الكاثوليكية البابا بنديكت السادس عشر، أبى البابا أن تمر زيارته إلى تركيا دون أن يسعى إلي توطيد علاقته بالعالم الإسلامي، فكما تحدث البابا عن واقعة تاريخية منذ ثلاثة أشهر، في خطابه الذي ألقاه في ألمانيا و أثار جدلا واسعا لربطه بين الإسلام و العنف، مستندا إلى أفكار قسطنطين الثاني، استعان البابا أمس الخميس بكريجورى السابع للتدليل على حسن معاملة المسيحيين للمسلمين، فقام بعمل استثنائي حيث صلى خلف مفتى اسطنبول مصطفى كاجريس، حيث وقف مستقبلا الكعبة المشرفة قبلة له، و ذلك خلال زيارته لمسجد السليمانية الأزرق في اسطنبول.
فحين دعاه مفتى اسطنبول الذي كان في استقباله في المسجد – للصلاة، قام البابا بخلع نعليه عند باب المسجد و وضع يديه على بطنه مثلما يفعل المسلمون عند الصلاة، و صلى لبضع دقائق و هو مغمض العينين، و قال: دعونا نصلى من أجل الأخوة و الإنسانية، و كان المفتى قد شرح للبابا قبل ذلك كيفية أداء الصلاة.
و انتهت الزيارة التي استمرت نصف ساعة بتبادل الهدايا حيث أهدى المفتى للبابا آية قرآنية خطت فيها البسملة على هيئة يمامة كرمز للسلام، و في المقابل أهدى البابا بنديكت للمفتى فسيفساء تمثل أيضا يمامات، و علق المفتى بقوله إنها لمصادفة قدرية سعيدة، بينما أكد البابا أن الهدية تمثل رسالة أخوّة و ذكرى لهذه الزيارة التي لن ينساها، و قال : إن هذه الزيارة ستساعدنا في التوصل معا إلى وسائل و طرق السلام من أجل خير البشرية.
منقول بتصرف من جريدة الأهرام القاهرية عدد الجمعة 1 ديسمبر 2006 .
الروابط المفضلة