السلام عليكم
منقول من (الشبكة الإسلامية) زينب الغزالي
أتحدث إليك اليوم بحساسية دقيقة، غير أنها ضرورية، لأنها كثيراً ما خيمت على بيوت سعيدة ، فأشقتها وكثيراً ما خيمت على بيوت فأسعدتها.. إنها الصلة بين أم الزوج وزوجة الابن .
وأم الزوج تسمى في العرف والتاريخ "الحماة" وما أجمل أن نتعامل معها على أساس الأمومة للزوجين ، لأنها الشجرة التي أثمرت الزوج، ثم حنت عليه بظلالها،' وسقته من ماء حياتها ، حتى غدا ثمرة تاقت إليها النفوس، وتمنتها القلوب، فكنت أنت يا بنتي القاطفة لها ، فهل تحبين أن تكوني القاطعة لهذه الشجرة المباركة التي أعطتك هذا الزوج الحبيب الحاني؟!
إنني أدعوك إلى أن تناجي ظلالها وتسقيها بيدك ماءً يباركها، تلك هي "حماتك" أتعلمين يا بنتي أنك لو أطعت الله فيها ماذا يكون لك من أجر عند الله ؟
إنه الأجر العظيم ، فقد أوصى سبحانه في كتابه العزيز (وبالوالدين إحسانا) . فكما أنك تحرصين على مرضاة أمك وتفعلين كل ما يسعدها، كذلك فافعلي مع أمه ، فاتقي الله فيها .
إن العقوق يا بنتي ذنب هو من الكبائر عندما قال صلى الله عليه وسلم ما معناه : [ألا أدلكم على أكبر الكبائر ؟ ] قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : [ الشرك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وشهادة الزور.. ] [ البخاري وغيره ]
فمن المهم أ ن تساعدي زوجك على أن يكون باراً بوالديه وأن توصيه دائماً بذلك، إن برّك يا بنتي بأم زوجك هو بركة لك ، إن وجدت ابنها أغضبك ، غضبت لغضبك حتى يرضيك..
إن السعادة هي التي تشهد امتزاجاً بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة بحب ومودة، فهل تكونين يا بنتي لحماتك الابنة والصديقة والحبيبة، فتكون لك الأم والصديقة والحبيبة ؟! أرجو أن تتفكري في كلماتي..
وأنت أيتها الحماة الحبيبة .. أرجو أن تتنبهي إلى أسباب سلامته .. فكم كانت سعادتك وأنت تزفين ابنك يوم عرسه، كم كنت موفقة وأنت تؤكدين أن زوجة ابنك ستكون كابنتك.. فماذا يا سيدتي وقع بعد الزواج.. ؟ إنها هي التي ضممتها إلى صدرك والسعادة تجري في دمائك وتملأ وجهك، ثم تابعت الحب الذي كان بين الزوجين بعد زواجهما.. فماذا أغضبك من سعادة ولدك وزوجه.. ؟
إنني يا سيدتي أعتب عليك ألا تنزليها منزلة ابنتك، فأنت تفرحين لابتسام زوج ابنتك وحنوه عليها ، أفليس من واجبك أن تغمري ولدك وزوجه بهذا الذي تغمرين به ابنتك وزوجها ؟
حبيبتي.. إن العدل شريعة الله، فراجعي نفسك في علاقتك بزوجة ابنك، واقرأي معاني الرحمة والمودة في كتاب الله، وأن ذوي القربى أولاهم بالمودة والمحبة.. فالزوج هو فلذة كبدك وأبناؤه هم أحفادك.. فاملأي قلبك بالحب للزوجة والأحفاد، حتى ينشأ البيت على أساس من النور الرباني، فالبيوت التعسة لا يصل إليها نور مرضاة الوالدين ودعواتها لأبنائهما وبناتهما.. فلا تحرمي بيت ولدك من دعواتك الحانية، ومودتك المثمرة، فالمال يفنى وتبقى المعاني الجميلة للحياة.. تراحم الأسرة وتوافقها.
لا تبحثي عن أخطاء زوجة ابنك، ولكن انصحيها، واعلمي أنها من جيل غير جيلك ومن واقع غير واقعك، فكوني لها الأم الحنون، الأخت والصديقة وثقي أنها ستعاملك كابنتك وصديقتك، فترفرف بذلك أعلام السعادة على البيت.
الروابط المفضلة