بسم الله الرحمن الرحيم
تسير بعض الداعيات في طريقها الدعوي بهمة ونشاط ..
تحاول ألا تترك بابا للدعوة تقدر عليه إلا طرقته ولا طريقا
موصلا لهدفها إلا سلكته ..شعلة من النشاط..إبداع في الأساليب..
عطف على المدعو..رحمة لأخواتها المسلمات..هذه الشعلة
ما إن يعتريها عقبة من العقبات..أو تلم بها مشكلة من المشكلات في
طريق دعوتها..إلا وتبدأ بالإنطفاء..والتقهقر للوراء..وبعد أن كانت جمرا ..
أصبحت رمادا..تعبث به الرياح وتقذف به في مختلف الجهات..
إن طريق الدعوة إلى الله طريق شاقة..طريق وعرة..مليئة بالأشواك..
فلابد للتي تسير في هذا الطريق من تحمل الوخزات..والصبر على البليات..
فإن هذا طريق الأنبياء والمرسلين ..وجميع السائرين على آثارهم إلى يوم الدين..
لقد أصاب النبي -بأبي هو وبأمي ونفسي وما أملك- صلى الله عليه وسلم..أصابه الأذى
فقد شج وجهه وكسرت رباعيته ووضع سلى الجزور على رأسه..واتهموه بأبشع التهم ووصفوه
بأقبح الأوصاف..قالوا ساحر.. وقالوا شاعر وقالوا وقالوا....وصبر عليه السلام..وكانت النتيجة في النهاية النصر والظفر..فدخل مكة منتصرا..وانتشر الدين..وأعز الله نبيه وعباده الموحدين..
وهاهم أصحاب رسول الله يتعرضون للأذى..فهذا أبوبكر رضي الله عنه يضربه الفاسق بالحذاء
على وجهه حين قام في مكة داعيا إلى دين الله..وهذا ابن مسعود رضي الله عنه يضرب في مكة
حين قرأ القرآن علانية عند المشركين..
وهذا الإمام أحمد يجلد في فتنة خلق القرآن ويسجن ويطاله الأذى وهو راسخ كالجبال..
وهذا ابن تيمية يسجن ويقول مقولته المشهورة .. ما يفعل أعدائي بي ..إن سجنوني فالسجن خلوة وإن نفوني فالنفي سياحة.. وإن قتلوني فالقتل شهادة..أنا جنتي وبستاني في صدري..
وهاهم الدعاة إلى الله في عصرنا يسجنون.. ويعذبون ..ويمنعون من الكلام ..ويفصلون من أعمالهم ..ويقعون في أعراضهم..ومع ذلك فهم مثال يحتذى به في الصبر والثبات..
وهكذا الدعاة إلى الله في كل زمن ينالهم الأذى والتعب ..لكنهم راسخون..
ألا ترين أختي إلى الصخرة كيف تتكسر عليها الأمواج وهي ثابتة لا تتزحزح..
فكوني راسخة في وجه أمواج الأذى كرسوخ الصخرة في وجه أمواج البحر..
إشراقه :
قال ابن القيم :
إذا طلع نجم الهمة في ظلال ليل البطالة .. و ردفه قمر العزيمة أشرقت أرض القلب بنور ربها .
الروابط المفضلة