سلبية الرجل تجاه ما تتعرض له المرأة من مضايقات كان موضوع دراسة أعدتها الدكتورة إيمان قائد - أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - شملت الدراسة عينة من 300 رجل وامرأة من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية والثقافية، وكان الهدف منها إعطاء تفسير نفسي واجتماعي لحالة السلبية وعدم الاهتمام التي تظهر علي الرجل عندما تتعرض المرأة للمعاكسات أو المضايقات من بعض الرجال.
وذكرت الدراسة أن 86% من العينة يعترفون بوجود سلبية مفرطة عند الرجال، وأن 78% يحملون المسئولية للفتاة وليس للرجل، فيما يري 37% أن صورة المرأة في الإعلام هي السبب.
ويري 42% أن الناس لايثقون في القانون، بينما يري نحو 45% أن انشغال كل إنسان بهمومه يجعل اهتمام الرجال بما تتعرض له السيدات يقل بشكل ملحوظ.
وتفسر الدكتورة إيمان ضياع (شهامة) الرجل بعدة أسباب اجتماعية وتقول: (لاشك أن الجزء الأكبر من تفسير ما حدث يعود لقرار المرأة وسلوكها، فخروج المرأة ومزاحمتها المستمرة للرجل أشعره أنه لا فرق إذن بينه وبينها، ولذلك قد يسأل البعض نفسه: لماذا أقوم لها لتجلس في المركبة وهي تزاحمني كل يوم؟!).
وتضيف الدكتورة إيمان: مثلا من خمسين سنة كان يصعد الواحد منا للمركبة فيجد امرأتين أو ثلاثة أو ربما لا يجد، الآن نصف المركبة وربما أكثر من الفتيات والسيدات.. فلماذا يقوم الرجل لتجلس هي؟ أيضا مسألة التبرج الفاحش والاختلاط، واستهتار بعض الفتيات بملابسهن جعل بعض الشباب يعتقد خطأ في سلوك الفتيات ويحملها المسئولية، وبالتالي لا يدافع عنها عند حدوث المشكلة. ولعلاج هذه السلبية تؤكد الدكتورة إيمان قائد علي أهمية التربية الإسلامية قبل القانون والأخلاق قبل العقاب.
كذلك لابد أن تكون البداية من الأسرة ذاتها وعن طريق المرأة ذاتها، بحيث تغرس في أبنائها القيم والمبادئ الدينية مثل: الإيثار والعفة والشهامة، وتغيير المنكر عند رؤيته، وحرمة الاختلاط المفتوح الذي يأكل الشهامة من النفوس.