<center><img src=http://www.patswebgraphics.com/lace/purplelaceflwrule.gif>
يعقوب عليه السلام ما أحسن عبارته يوم أن قال
{فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }
ثم يقول {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} فالبث والحزن يشكى إليه سبحانه فهو من باب رفع الشكوى إلى الله.
يا من ابتلاه الله يا من اختاره الله بالبلاء احمد الله جل وعلا احمد الله على ذلك وانظر مصائب غيرك، فمن رأى مصائب الناس هانت عليه مصيبته.
ذكر أهل السير والتراجم في سيرة عروة بن الزبير رضي الله عنه وأرضاه أراد الله عز وجل أن يرفع درجته عنده فكتب عليه ابتلاء حيث سافر عروة إلى الشام وفي الطريق أصابته الآكلة في رجله فاجتمع عليه الأطباء.
قالوا نقطع رجلك من القدم فقال لا، أصبر وأستغني فدخل المرض إلى ساقه فقالوا نقطعها من الساق فقال : لا . أصبر وأستغني، فدخل المرض إلى الفخذ، فقالوا مالك من حل إلا قطعها و إلا فسوف تموت فقال : الله المستعان، إنا لله وإنا إليه راجعون. فقالوا لا نقطعها حتى نسقيك كأساً من الخمر قال : يا سبحان الله عقل منحنيه ربي أذهبه بكأس من الخمر، لا والله ولكن إذا توضأت ودخلت في الصلاة فاقطعوها. فتوضأ واستقبل القبلة وبدأ في صلاته يناجي ربه جل جلاله وهو في الآيات يحلق بروحه مع تلك الآيات البينات فتقدم إليه الأطباء بالمناشير فقطعوا رجله فلما غلبه الدم سقط مغشياً على وجهه من الإغماء وبعد ساعات استفاق وقالوا له أحسن الله عزاءك في ابنك رفسته دابة الخليفة فمات. يا سبحان الله في هذه الفترة في إغماءه رفست ابنه دابة الخليفة فمات. انظر إلى المصائب كيف تحدث ؟ و انظر إلى ألطاف الله وحكمه بالقضاء والقدر. ماذا قال ؟ قال : الحمد لله .. إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم لك الحمد – انظر إلى الذي يعد النعم – قال اللهم لك الحمد إن كنت أخذت فقد أعطيت وإن كنت ابتليت فقد عافيت، أعطيتني أربعة من الأبناء وأخذت ابناً واحداً وأعطيتني أربعة من الأعضاء وأخذت واحداً فلك الحمد ولك الشكر ثم قال :
لعمرك ما مديت كفي لريبـة و لاحملتني نحو فاحشــة رجلي
و لادلني فكري و لانظري لها و لاقادني فكري عليها و لاعقلي
و أعلم أني لم تصبني مصيبـة من الله إلا قد أصابت فتى قبلـي
رجع محتسباً إلى الله لأنه الذي قدر وابتلى. والابتلاء قد يكون صعباً على النفوس لكن يرفع الله تعالى به درجة الأنبياء، ويمحو به خطايا الصالحين الأتقياء.
اقتباس من خطبة للشيخ الحمودي
[ram]http://www.lakii.net/users/maha/77.rm[/ram]
الروابط المفضلة