في زحمة الناس .. أتأملهم أحاول استشفاف ما يدور بداخلهم وتفسير تلك التعابير المرتسمة على وجوههم .. فأشعر بمرارة ما يجول بخاطرهم فأحتاج لدمعة تمحو ذلك الألم الذي ارتسم بداخلي فتأبي الدمعة أن تمنحني تلك الراحة !
أتأمل مباني المستشفيات والغرف المضاءة كم عزيز يقطن في إحدى تلك الغرف .. أشعر بآلامهم وآهاتهم .. ( ليت الألم فيني ولافيك ) هل تتحقق تلك الأمنية ونستطيع تحمل كل الألم بدلاً ممن نحبهم .. آلام الجسد ستزول ولكن ما أصعب أن تشعر بألم من تحبهم فذلك أقسى أنواع الألم .. وهل تلك الكلمات البسيطة قادرة على تخفيف آلامهم ومساعدتهم على التغلب عليها !
تمر أمامي سيارة شرطة يقبع بداخلها شاب صغير في السن مكبل بالقيود يكسو ملامحه الخوف والذل والندم والعار ! ما لذي يدور بذهنه الآن التفكير في ماضيه وما أرتكبه من جرائم وهو في ريعان شبابه ! أم يفكر في اللحظات الرهيبة التالية وكيف يبرر ما جنته يداه ! أنسي أم تناسى أهله ومن يحبونه لم يفكر بهم ولم يفكر بمقدار الألم والعذاب الذي سيلحقه بهم أيفكر بالدنيا ونسي ما ينتظره من حساب وعقاب في الآخرة !
يمر بجانبي شابين يتسكعون بحثا عن ( غنيمة ) وأحدهم يضع أغنية ليقتل بها الوقت ! أو لم يعلمون أن الوقت هو من يقتلهم !
أمر أمام أناس تعلو ملامحهم ابتسامة وتكسوهم مشاعر الفرح .. أفرح لفرحهم أتمنى أن تدوم تلك الابتسامة وأن لا تغرهم الدنيا فلا فرح فيها يدوم !
أرى إحدى المطاعم الأمريكية وقد تكدست السيارات للطلب منها أتذكر تلك الدموع التي لم تفارق مآقي أطفال فلسطين وأفغانستان أتذكر منظرهم وهم يشردون يبحثون عن مأوى وعن ما يسد جوعهم هم يقتلون ونحن حتى المقاطعة لا نستطيع تطبيقها !
يتمكن مني الألم فلا أستطيع الاستمرار في التفكير فأكتب لكم لعل كلماتي تمحو ما يجول بداخلي فتشفق علي تلك الدمعة فأشعر بها تبلل وجنتاي
ولكن لم أجد معها الراحة التي أتمنى !
نقل ..
الروابط المفضلة