امتحانات أطفالنا
يمرّ أطفالنا أثناء فترة الامتحانات بفترة جداً حرجة...
ليس ذلك لأنهم فقط يخضعون للفحص الدوري، وإنما لأنهم يشعرون أن فترة الامتحانات فترة تكثر فيها الممنوعات، ويزداد فيها التحريص على أشياء كثيرة في أمرين هما (افعل كذا ولا تفعل كذا) وليس هذا مقصوراً على الآباء والمدرسين بل حتى الأقارب من بعيد..
هذه التحذيرات وإن كانت طبيعية وجيدة عند البعض إلا أنها تخلق عند الطفل دوافع للقلق الذي يكون له نتائج سلبية أكثر منها إيجابية، وذلك لأن قدرات الطفل العقلية والنفسية الطبيعية تحتمه أن يمر بفترة الاختبارات ويتعداها بنجاح دون ذلك التحريص الزائد الذي قد يعطل تلك القدرات الطبيعية.
وهذا ما نلاحظه في أغلب الدول المتقدمة، وهي أن يمر الطفل بفترة الفحص أو ما يسمى بالامتحانات دون إقلاقه، فيكون فحصه إما نتيجة تحصيله خلال الفترة الدراسية أو أنها تكون في فترة لا يعلم فيها أنها امتحانات فعلية بل كأنها مراجعة لما تقدم بهدف عدم تعريض الطفل للقلق النفسي الذي قد يخل بتحصيله الفعلي، لأن الطفل لا يزال أسير مسمى كلمة (امتحانات) لا بسبب نتائجها بالقدر الذي يكون بسبب الفترة الزمنية للبيئة الاجتماعية والنفسية المتوترة أثناء فترة الامتحانات، وهذا ما يعايشه الطفل العربي خصوصاً في مجتمعنا..
فلماذا كل ذلك الحرص والتحريص إذا كان هذا الأمر يأتي بنتائج عكسية؟!
ولماذا لا نوفر للطفل الجو المليء بالاطمئنان حتى أثناء قلقه الطبيعي؟!
فمثلاً عندما يأتي الطفل فيخبر أبويه أن لديه امتحاناً فإن أفضل طريقة يقومان بها هي توضيح كلمة امتحانات بشيء قريب للواقع ككلمة (قياس) أو (فحص)..
ويعلم بأنها تدفعه لمراجعة كل ما درسه من قبل حتى لا ينساه ويغفل عنه.
وعلى الآباء أن يمرّروا فترة الامتحانات كباقي الأيام دون مبالغات كمنع الزيارات وإغلاق التلفاز وغيرها من إعلان حالات الطوارئ.
فالمراجعة السريعة مع زيادة التركيز لما يصعب عليه لطفل المرحلة الابتدائية تكفي.
وعندما يمر بمادة أو درس صعب فإن تكرارها عليه قبل الساعة الأخيرة من التأهب للنوم مع مراجعتها بشكل سريع في الصباح قبل ذهابه للمدرسة يساعده على استذكارها..
كما أن وجبة الطفل ومرحه النفسي مهمة في إبعاده عن جو القلق والشحن النفسي..
أما الأطفال الذين ينتابهم الأرق فإن تقليل أكل وشرب السكريات والمشروبات الغازية قبل النوم تبعد عن الطفل الأرق وذلك لأن السكريات تزيد الطاقة لدى الطفل لذا يحبذ أكلها في الصباح..
ويجب أن لا نغفل التشجيع وزيادة الثقة عند الطفل بما درسه وراجعه مما يزيد لديه الرغبة في تحصيل أفضل النتائج..
وليحذر الآباء من التوبيخ على الطفل المقصر فإنه لا يزيد إلا عدم معرفته ونسيانه لما قام بدراسته من قبل لفقده الثقة في نفسه وذلك لأن وقت التوبيخ الإيجابي قد فات أوانه. ..
منقول/منتدى الكتاب
الروابط المفضلة