استدعت إسرائيل عشرين ألفا من جنودها الاحتياطيين لدعم عملياتها في الضفة الغربية.
غير أن إرسال جنود الاحتياط إلى مخيمات اللاجئين لتدمير ما تسميه الحكومة الإسرائيلية بـ"بنيات الإرهاب"، أثار جدلا كبيرا.
فقد أصيب الإسرائيليون بالصدمة حين بلغهم نبأ مقتل 13 من جنود الاحتياط في كمين نصب لهم بمخيم جنين يوم 9 أبريل-نيسان الجاري.
وقد احتج آباء الجنود القتلى على إرسال أبنائهم دون استعداد مسبق إلى "عش تفريخ الإرهابيين".
المخيمات المتكظة صعبة على التحكموفي تصريح لبي بي سي نيوز أونلاين، قال يوني، وهو جندي احتياط في الضفة الغربية: نحن جنود احتياط، لكن العديد من الناس يسألوننا لماذا لا نبادر إلى تدمير المنطقة.
وقال يوني إنه لم يؤيد عملية قصف مخيمات اللاجئين بسبب المخاطر المحدقة بالمدنيين.
وأشار إلى أنه يجب ألا يتم الزج بالجنود النظاميين، فما بالك بالاحتياطيين، في أزقة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومبانيها المكتظة.
انتقادات دولية
وقد ووجهت العمليات العسكرية الجارية حاليا في الضفة الغربية بانتقادات دولية شديدة اللهجة.
ويعتقد أن هناكا عددا كبيرا من المدنيين الذين قتلوا. كما تقول وكالات الإغاثة إن الوضع الإنساني خطير في البلدات والمدن الفلسطينية الخاضعة للحصار والإغلاق.
غير أن ذلك لم يمنع الجمهور الإسرائيلي من الإعراب عن دعمه للعمليات كرد على موجة التفجيرات الانتحارية الفلسطينية.
كما أكد القادة الإسرائيليون أنهم لن ينسحبوا إلا بعد استكمال المهام التي من أجلها بدأوا هذه العمليات.
لكن يوني، الذي ربما يكون من فئة قليلة داخل إسرائيل، قال إنه يرى أن العمل العسكري لن يحمل حلا للنزاع لأن المشكلة "تدور حول البشر".
وقال: مثلا تأتينا من قرية ما معلومات عن تخطيط أحدهم لعمل إرهابي. فنطوق القرية ونتوغل داخلها، لكن على أطراف القرية هناك راعي غنم يبلغ من العمر 17 عاما، قد يكون هو الإرهابي الذي نبحث عنه، أو قد يحذر الإرهابيين. فهل يجب علي أن أعتقله وأقتاده معصوب العينين مقيد اليدين؟ أم آمره بمغادرة المكان حالا؟.
ويمضي مسترسلا في حديثه: لقد تدربنا على قتال الجيوش والجنود، لكن في هذه الحالة نحن مجبرون على التعامل مع الناس.
وهنا تساءل يوني عن المبدأ القائم خلف (عملية الجدار الواقي).
وقال يوني إنه غير متأكد هو وزملاؤه، تماما كما هو حال قادته العسكريين والسياسيين، مما إذا كانت الحملة على الضفة الغربية ستوقف الهجمات الانتحارية.
وتساءل في هذا السياق: كيف لك أن تدمر البنى التحتية للإرهاب؟ فنحن بإمكاننا احتجاز الأسلحة والإرهابيين. لكن هذه البنية التحتية مترسخة في القلوب ولا يمكن اجتثاثها.
وبرر موقف الفلسطينيين منه بالقول: إنهم لا يكرهونني لذاتي، وإنما لأنني جندي إسرائيلي. فالناس ليسوا رهائن لدى الإرهابيين، بل هم يتعاطفون معهم، لأنهم يعتقدون أن الإرهاب سيخدم قضيتهم الوطنية.
ويحكي يوني عن شعوره أثناء العمليات قائلا: إن أصعب شيء هو دخول البيوت لتجد أن ساكنيها أسر عادية، والأطفال يحملقون فيك والذعر باد على عيونهم، إنه لأمر صعب للغاية. فنحن كلنا لدينا أطفال في بيوتنا.
ويخلص يوني إلى القول: نحن هنا لأننا نؤدي واجبنا. لكنني لا أدري إلى أين نحن ماضون، أو هل سنعود أصلا إلى ذوينا.
الروابط المفضلة