مع استمرار القصف الجوي والهجمات البرية والبحرية والعدوان الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية منذ ثلاثة اسابيع تتزايد معاناة الشعب اللبناني من المدنيين اطفالا ونساء، وتتضاعف المعاناة الانسانية التي يعاني منها النازحون اللبنانيون لعدم وجود المأوى بسبب تدمير القوات الاسرائيلية المعتدية لقراهم ومنازلهم وارتكابها للجرائم الوحشية والمجازر اليومية كان افظعها مجزرة قانا الثانية التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية بدم بارد راح ضحيتها اكثر من 55 شخصا غالبيتهم من الاطفال الابرياء.
وتزداد معاناة هؤلاء المدنيين بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي على الضواحي اللبنانية وعدم رغبة المجتمع الدولي خاصة القوى العظمى في وقف الحرب التي تشنها الحكومة الاسرائيلية ضد الشعب اللبناني بحجة الرغبة في القضاء على حزب الله وتدمير قدرته العسكرية، هذا الموقف من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يسهم بشكل مباشر في اشتعال الازمة ويزيد من حجم المعاناة رغم بعض الجهود الدبلوماسية التي تبذل في محاولة لاقناع حكومة اسرائيل لوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات سلمية لتسوية الأزمة الناشئة بين حزب الله والحكومة الاسرائيلية.
ومع ازدياد فتيل الازمة اشتعالا بعد ارتكاب القوات الاسرائيلية لمجزرة قانا الثانية وخطف بعض العناصر من مقاتلي حزب الله وعدم ظهور اي نتائج ايجابية للزيارتين اللتين قامت بهما وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس للشرق الاوسط وموقف واشنطن ولندن الرافض لوقف اطلاق النار في اعقاب مؤتمر روما ظهرت هناك دعوات تطالب الولايات المتحدة وبريطانيا بعدم قيادة الجهود الدبلوماسية لتسوية الازمة في لبنان، حيث صرح مارك مالوك براون مساعد الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لصحيفة فايننشال تايمز انه على الولايات المتحدة ان تترك دولا اخرى تتقاسم القيادة في الجهود الدبلوماسية الجارية مثل الاردن ومصر وفرنسا لكي تلعب دورا أكبر لوقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل.
ان الدول العربية مؤهلة للعب دور اكبر في المساهمة بالجهود الدبلوماسية الرامية لايجاد حلول سلمية لانهاء الازمة خاصة وان هناك بعض الدول العربية لديها علاقات وثيقة مع طرفي الصراع وكذلك مع ايران التي يمكنها ان تساهم في تهدئة الاوضاع الحالية والبحث في حلول سلمية بعد وقف اطلاق النار ومساعدة الشعب اللبناني في تخطي الازمة الانسانية والقتل والدمار الذي يتعرض له منذ اسابيع بسبب الحرب الاسرائيلية الوحشية.
ان الوقت يمر وتزداد معاناة الشعب اللبناني ويزداد عدد القتلى بين المدنيين اللبنانيين الامر الذي يهدد بكارثة انسانية بسبب انتشار الامراض والاوبئة ومخلفات الحرب والدمار التي تسببها الصواريخ والآلة العسكرية الاسرائيلية في لبنان وفلسطين، وان على الدول المحبة للسلام والامن ان تكثف من جهودها لوضع حد لهذه الأزمة والتدخل لاقناع طرفي النزاع بوقف فوري للنار وايجاد حلول جذرية للازمة.
الروابط المفضلة