بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت قبل فترة قريبة خبراً في إحدى الصحف المحلية أثار إعجابي ببطلته وهي زوجة تعمل معلمة .. وما أثار إعجابي كثيراً في تلك المرأة هو حكمتها وعقلانيتها التي يفتقدها كثير من الرجال فضلاً عن النساء .. خصوصاً في مثل هذه المواقف ..
وإليكم الخبر (القصة) بسردي أنا وليس نصاً كما جاء في الصحيفة .. وقد وقعت هذه الحادثة خلال فترة الإمتحانات النهائية الماضية :
هي تعمل مُعلمة ..
زوجها يعمل موظفاً بنظام الورديات .. أي مرة يكون عمله ليلاً ومرة يكون نهاراً ..
لديهما طفلان يدرسان في المرحلة الابتدائية ..
لديهما خادمة كما هو الحال لمعظم المعلمات ..
في صباح أحد الأيام .. وبينما هي مُتجهة إلى مدرستها .. وبعد أن قطعت ما يُقارب نصف المسافة إلى المدرسة .. تذكرت أنها نسيت قلمها الأحمر .. وهو ذو أهمية قصوى في مثل هذه الفترة من السنة ..
اضطرت للرجوع إلى المنزل حتى تأخذ قلمها .. دلفت من باب المنزل .. مباشرة إلى غرفة نومها حيث يتواجد زوجها الذي لم يكن لديه عمل في ذلك الوقت ..
في غرفة النوم كانت المفاجأة .. بل الطامة .. فقد كان زوجها يُعاشر الخادمة على سرير الزوجية !!! رأتهما في ذلك الوضع بأم عينيها ..
دخلت وكأنها لم تر شيئاً .. وكأنها لم تحسَّ بأي شيء .. بل وكأنهما غير موجودَين أصلاً .. أخذت قلمها وانصرفت دون أي ردة فعل تُذكر .. !!!
ظن الزوج والخادمة أنها لم ترهما فعلاً .. فتنفسا الصعداء ..
عادت الزوجة المُعلمة إلى منزلها وكأن شيئاً لم يكن .. لم تُبدِ أي شيء لزوجها أو للخادمة .. أخذت تُسيَّر أمور منزلها كما هي عادتها دائماً ..
ولكنها في الواقع قد اتخذت قراراً بتلقين ذلك الزوج درساً لن ينساه ما دام حياً .. كيف لا وهي في الأصل مُعلمة !!!
رتَّبت مع أحد إشقائها لإنهاء إجراءات ترحيل تلك الخادمة .. ولم تُخبره بالدافع الحقيقي وراء ذلك .. بيد أنها أخبرته بأنه لم يعد لها مكان في بيتها بعد الآن ..
تم بالفعل إنهاء إجراءات سفر الخادمة .. وكان من محاسن الصدف أن يكون موعد سفرها في الوقت الذي يتواجد فيه الزوج في عمله ..
أتى الزوج إلى البيت .. وبعد برهة لاحظ عدم تواجد الخادمة على غير العادة .. لم يُبادر في البداية بالسؤال عنها لعلها تظهر في أي وقت .. بيد أنه اضطر للسؤال بعد أن طال الانتظار دون أن يُرى لها أي أثر ..
هنا بدأ الدرس القاسي من الزوجة لزوجها الخائن :
فقد أخبرته بأنها أضطرت إلى أن تسفيرها إلى بلدها بعد أن اكتشفت أنها مُصابة بمرض (الأيدز) عندما ذهبت بها إلى أحد المشافي لعلاجها من بعض الأعراض التي كانت تشتكي منها !!!
ماذا ؟؟؟؟!!!
ماذا تقولين ؟؟؟!!!
تساءل الزوج ..
قالت له زوجته :
أقول لك : لقد اكتشفنا أن الخادمة كانت تحمل مرض (الأيدز) .. وقد قمت بتسفيرها إلى بلدها حفاظاً على حياتنا وأولادنا ..
تغيَّر لون الزوج .. وكاد يشيب رأسه من هول الصدمة ..
سألته زوجته عن سبب ارتباكه .. فأجاب . لا لا .. لا شيء ..
أصيب الزوج برعب شديد .. وبدا شارد الذهن حزينا يكاد يموت هماً وحزناً طوال الوقت .. حتى بدا ذلك يؤثر على حياته اليومية ..
تساءل الزوج :
هل أذهب إلى المختبر لكي أتأكد من إصابتي بذلك المرض من عدمه ؟!
ولكن ماذا لو كنت قد أُصبت بالمرض فعلاً ؟؟!! لا شك أنهم سيقومون بالحجر عليَّ ومنعي من الذهاب إلى بيتي وإلى عملي .. وعندها ستكون الفضيحة التي لا يُجاريها فضيحة ..
وبعد تفكير طويل وتردد .. قرَّر عدم الذهاب إلى المختبر .. وانتظار ما ستُسفر عنه الأيام ..
آلاف الأفكار تراوده ولا تجعله يهنأ بنوم أو أكل أو شرب .. الكوابيس تُطارده في كل مكان ..
مضى على هذه الحال فترة ليست بالقصيرة .. حتى رأفت الزوجة لحاله وحزنت لما أصابه من الحزن والهم والغم ما أثر على صحته .. ورأت أنه قد أخذ ما يكفيه من العقاب ..
عندها قرَّرت أن تُخبره بالحقيقة ..
نعم ..
أخبرته بأن الخادمة لم تكن مُصابة بمرض الأيدز .. ولكنها قالت له ذلك حتى تُلقنه درساً لا ولن ينساه جراء خيانته لها وقبل ذلك عصيانه لربه ..
وأنها آثرت تلقينه ذلك الدرس القاسي والحرمان من الخادمة في سبيل حفاظها على زوجها وأولادها وبيتها الذي هو مملكتها ..
ولكم أنتم أيها الفضلاء والفضليات أن تتخيلوا ماذا سيكون موقفه بعد أن عرف الحقيقة .. وتبيَّن له مدى حرص هذه الزوجة على بيتها الذي هو مملكتها .. وعلى أولادها من التشتت والضياع فيما لو أنها اختارت الطلاق حلاً لما حصل من خيانة من قبل زوجها ..
فمن من النساء اليوم تملك مثل هذه العقلانية وهذه الحكمة والرويِّة .. قلِّة جداً هن والله المستعان ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة