لنُحقِق لك ما تريدين
ماذا تتمنين ... أن ترتدي آخر موديل وآخر موضة في عالم الأزياء.
ماذا تتمنين ... أن تزيني جسدك بآخر الصيحات في عالم الإكسسوارات والألماسات.
ماذا تتمنين ... أن تتجولين بأفخم سيارة صنعها الإنسان إلى اليوم.
ماذا تتمنين ... أن تملكي قصراً في أجمل مدينة فيه كل ما تشتهين وتحبين.
ماذا تتمنين ... أن تكوني أغنى امرأة في هذا العالم.
ماذا تتمنين ... أن يشار إليك كأجمل امرأة عرفتها الدنيا.
وبعد كل هذا ماذا تريدين؟ أهذا فقط ما تريدين وما تتمنين ... ولكن هذه ليست أماني لأن هذه الأشياء تحقيقها ليس مستحيلا والأماني هي شيء خلف المستحيل.
الإكسسوارات والألبسة وغيرها أشياء نستخدمها لأغراض كثيرة وبعد مدة تصبح قديمة وتتقطع وتبلى أو نرميها لأنها لم تعد من الموضة حتى السيارة آخر موديل فسيظهر موديل آخر أفخم منها وتنتهي هي .. أيضاً الغنى لا يدوم والأموال تنتهي ونسعى لجمع أموال أخرى .. والقصر .. سيأتي يوم يهدم فيه هذا القصر لِقِدَمه ويبنى آخر أفضل منه، أيضاً جمالك فستكبرين وتكبرين وتكبرين وتهرمين وتذبل زهرة جمالك ويزول ليس هذا فقط ما يزول عمرك سيزول .. حياتك ستزول .. الدنيا بأسرها ستزول .. ولا يبقى .. إلا .. أعمالنا في الدنيا واجباتنا نحو الله التي تركناها لأجل اللهو واللعب وتحججنا بضيق الوقت وكثرة الأشغال وتبريرات أخرى مع أن الدنيا لم تخلق لهذه الأشغال ... وهذا الوقت الذي اعتذرنا عن العبادة لضيقه ما خُلق إلا للعبادة .. نركض وراء شيء زائل ونترك ما يبقى لنا يُظلـلـنَّـا ويحمينا من العذاب ؟..
فكري .. فكري وستكسبين .. ما فائدة ما تفعلين؟ أتخرجين تتنزهين وتتسوقين وتصل قدمك كل مكان وتستصعبين أن تقولي لا إله إلا الله محمد رسول الله تدخلي بها الجنة وأنت جالسة في مكانك .. أتسافرين من بلد إلى بلد تلاحقين تجارة وأموالاً لتبني بيتاً في دنيا زائلة وتتهاونين في قراءة سورة الإخلاص 10مرات يبنى لك بيت في الجنة لحياتك الأبدية وأنت في مكانك.
أتحرصين على سماع ما لذَّ وطاب من الأغاني ترددينها طوال يومك وتنتظرين نزول الألبومات الجديدة على أحر من الجمر وتستخسرين دقيقة واحدة لحفظ آية من القرآن الكريم تحفظك من عذاب.
أترقصين حتى يُنهِكُ التعبُ جسدك لتسلين عن هموم وأوجاع ستنسينها فيما بعد كأن لم تكن ولا تحاولين الوقوف للصلاة التي تنشط جسدك وتريح نفسك وترضين بها خالقك .. ما أيسر أمر ربي وما ألذ طاعته وما أعجب أمرُهُ ابن آدم أَيَطْمَعُ بأن تكون العبادة أخفَّ من ذلك.
لماذا لا تفكرين فكري واكسري حاجز الطمع .. فكري بكل شيء من حولك ألِهَذا خُلقنا .. للَّهو والمجون وجمع الأموال.
تخيلي نفسك وأنت عند بائع العطور تريدين شراء عطر فأعطاك زجاجة صغيرة تفرغين ما فيها بيومين وأعطاك أخرى كبيرة تبقى عندك أكثر من عام أقل ثمنا من الأولى وأزكى رائحة فماذا ستأخذين بكل صراحة ؟ ..
ستأخذين الكبيرة طبعاً ستشترينها لأنها الأفضل ... إذن بيعي الدنيا واشتري الآخرة لأنها الأحق بالشراء..
قال تعالى:اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرَّاً ثم يكون حُطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين أمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( الحديد الآية 21)
كمثل غيث أعجب الكفار نباته أي كمثل مطر أعجب الزُرَّاعَ نباته ثم يهيج أي يجف بعد خضرته وييبس فتراه مصفرَّاً أي متغيراً عما كان عليه من الخضرة إلى لون الصفرة والذبول ثم يكون حُطاماً أي فتاتاً هشيماً متكسراً متحطماً ... هكذا شبه سبحانه الدنيا بالنبات الذي يجف بعد خضره ويتحطم ويزول.
لا تحكُمي على شيء قبل أن تفكري وتبحثي عن حقيقته وصحته ... فكري فإني ما جررت قلمي إلا حُباً فيك وأملاً في ملاقاتك .. هناك .. في جنةِ الخُلد .. عسى الله أن يجمعنا فيها مع الأنبياء والشهداء والصالحين والأبرار..
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منقول للفائدة
الروابط المفضلة