السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سنوات لم أكتب في هذا الركن، وببساطة السبب أني أشعر أنه أكبر من مستواي في الكتابة، إلا أن هذه الخاطرة لا تغيب عن بالي وأردت أن أشرككم فيها لأنها فعلاً أثرت فيّ كثيراً!
أشعر بالفعل بالحزن على من لا يؤمن بقدرة الله، ومن لا يؤمن بأهمية الاستخارة؛ ما حدث معي ويحدث دوماً يؤكد لي عظمة الخالق ومدى حكمته جل وعلا.
من شهور قررت السفر إلى لبنان للاستقرار سنة أو اثنتين هناك. ولهذا السبب لم يكن هناك حاجة لأن أسافر في وقت مبكر، سفري على أن يكون في شهر 8. كل عام أسافر في إجازة الصيف بشهر 5 أو 6.. ولم يكن يخطر ببالي بتاتاً أن أسافر للاستقرار. فلمَ أفكر بهذه الفكرة وحياتي هنا مستقرة منذ أن كنت مراهقة، أهلي هنا وكل ما أريده هنا.
ولكن جاء يوم أن بدأت أتكلم مع قريبتي عن سفرها للاستقرار هناك، ورغم أني كنت ضد هذه الفكرة في هذه الفترة بسبب قلة فرص العمل لزوجها، إلا أنها أقنعتني بإيجابية هذه الفكرة. فاقتنعت وقررت السفر وفرح زوجي لهذا القرار.
وبالفعل، اشتريت تذاكر السفر حتى المقاعد تم تحديدها مسبقاً. استأجرت شقة ودفعت أجرتها لمدة سنة. اشتريت أثاثاً كاملاً لشقتي في لبنان. ودعت الصديقات اللواتي عاشرتهن سنوات طويلة. حزمت الحقائب. جهزت أمور الشحن للحقائب التالية. بدأت أبيع ما لم يعد يلزمني. سجلت أطفالي في مدارس جديدة وسحبت أوراقهم من المدرسة الحالية. طبعاً لم أقم بهذا إلا بعد أن أديت صلاة الاستخارة مراراً. كل الأمور كانت جاهزة للسفر، لم يكن لدي أي شكّ أني سأسافر، فما الذي سيمنع؟!
سبحان الله، لا يأمن الإنسان تغير الأقدار أبداً، ففي لحظة سقطت كل هذه الأحلام في أعمق حفرة وطمرت!
لا يجب أن يظن الإنسان أن كل الأمور ستسير حسب الخطة حتى لو كانت آخر لحظة. ولا يقول هنا الخير أو هناك! فإن الله أراد بنا خيراً، وحكمته كانت واضحة جلية أمام عيني. فأنا أسافر كل عام في وقت مبكر، ولو لم تأتِني هذه الفكرة الجديدة في الانتقال لسافرت ولكنت الآن في مكان لا أحسد عليه. إلا أن الإلهام من الله جاءني أن اقتنعت بفكرة السفر النهائي، مما جعلني أؤخره، فقامت الحرب وأنا بعيدة، ما بين حزني على الناس في تلك البلد المسكين، وما بين حمدي وشكري لله أن حماني وأطفالي ولم يكتب لنا السفر.
بعد هذه التجربة استفدت التالي:
. لا يجب أن نأمن تغير القدر حتى آخر لحظة
. لا نستهين بأهمية الاستخارة
. لا نظن للحظة أن هذا شر أو هذا خير، فلا نعرف الخير من الشر، ولكن الله يفعل ما فيه خيرنا وصلاحنا إن كان هذا ما نسعى إليه في دنيانا
كانت هذه خاطرتي التي لا تغيب عن بالي وأفكر فيها ليلاً نهاراً حتى في نومي.
اللهم فرج كرب فلسطين ولبنان والعراق وانتقم من كل معتدِ أثيم.
الروابط المفضلة