الســـلام عليـــكم ورحمــــة الله وبركـــاته
الفوبيا هي الخوف الشديد من شيء معين والتهرب من مواجهته
وأنواع الفوبيا كثيرة منها مايكون من أماكن او أشخاص أو حتى حيوانات
أسأل الله أن يشفي كل من أبتُلي بمرض الفوبيا مهما كان نوعه
:
:
:
:
ولقد نظرت للفوبيا من زاويةً أخرى
فأكتشفت أن هناك حالات تشبه الفوبيا ولكنها فوبيا حميدة
وساأذكر لكم بعضاً منها :
::الحالة الأولى ::
إن كنت تشعر بالخوف والقلق من تولي المناصب الكبيرة أو القيادية
فإنت تمر بإعراض تتشابه مع أعراض المصاب بفوبيا الإماكن المرتفعة
فإنت تخاف بإن لاتعدل بين موظفيك وأن لاتميل لإحدهم
كما يخاف صاحب الفوبيا من إنعدام التوازن
وأنت لاتحب أن تكون ذا مكانةً عاليةً والكثير من الناس تحتك
كما لايحب المصاب بالفوبيا أن يرى الأشياء صغيرةً في الإسفل
والفرق بينكما
ان أعراضك صحية أما الثاني فمرضية
قال الله تعالى :
{ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض }فمن يتهرب من تولي المناصب القيادية يفعل ذلك خوفاً من الله
ومن ثِقل الإمانة التي ستلقى على عاتقه ..
رُويَ أن الوليد أراد أن يولى يزيد بن مرثد القضاء فبلغ ذلك يزيد
فلبس فروة وقلبها فجعل الجلد على ظهره والصوف خارجا
وأخذ بيده رغيف خبز وعرقا (أي عظم عليه لحم)
وخرج بلا رداء ولا قلنسوة (أي أصلع الرأس)
ولا نعل ولا خف وجعل يمشى فى الأسواق ويأكل
فقيل للوليد إن يزيد قد اختلط (أي خرف) وأخبر بما فعل فتركه الوليد،
ومافعل يزيد فعلته الا ليتهرب من القضاء وماسيتحمله من إمانة سيحاسب عليها
::الحالة الثانية ::
إن كُنت ذا فكر متفتِح تحترم الرأي الأخر وتنُاقش بإسلوب حضاري
وتُحاول تقريب وجهات النظر
وتحرص على تعلم المزيد، ولاتحبذ الإنغلاق على نفسك ،
فأعراضك تتشابه مع أعراض المُصاب بفوبيا الإماكن المغلقة
فهو يخاف من البقاء وحيداً ومنعزلاً في مكان ضيق وبينه وبين العالم باباً مغلق
وأنت لاتحب أن تنفرد برأيك وتفضل مشاركة الأخرين ولاتُغلق تفكيرك دونهم .
والفرق بينكما أيضاً
أن أعراضك أنت صحية
فالإنسان مهما بلغَ من العلم معرضً للخطاء وبحاجة دائمة للتعلم
ولابد له من مشاركة الأخرين أراءهم ،
ومحاورتهم بإسلوبً جيد حتى يُفيد ويستفيد ،
أما حكْر الصواب عليه والخطاءُ على غيره ،فهذا إسلوب
من لديه شعوراً بالنقص والكبرياءِ المذموم ..
::الحالة الثالثة ::
إن كُنت لاتحب الظهور وتخشى من الشُهرة
ولاترغب في تسليط الأضواء عليك
فإنتَ مصابٌ بإعراضً تُشبه
أعراض فوبيا الإماكن المزدحمة (الفوبيا الإجتماعية )
فإنت لاتُحب أن تكون محَط الإنظار ،وهو يخشى من نظرات الناس اليه ،
وأنت لاتحب أن يراقبُ الأخرون حركاتك وسكناتك ويضيقون عليك الخناق ،
وهو أيضاً يشعر بالإختناق من مجرد تواجده بين جمعٍ من الناس ،
والفرق بينكما
أن أعراضُك أنت صحية وهو العكس..
ففي البُعد عن حب الظهور والشُهرة إتباعٌ لديننا الحنيف
لإن ثوب الشُهرة محرم
قال رسول صلى الله عليه وسلم :
( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )
كما أن حب الظهور والشهرة
تستجلب أن يغتابنا الأخرون فنأخذ ذنُوبهم الى ذنوبنا والعياذُ بالله .
::الحالة الرابعة ::
أن كنتِ تحرُصين على عدم التواجد في الإماكن المزدحمة بالرجال
وتتحاشين الإقتراب منهم
فإنت تمرين بما يشبه أعراض المصابة بفوبيا الرجال
لإنكِ تخشين الإحتكاك بالرجال وتبتعدين عن أماكن تواجدهم ،
وهي تصاب بالتعرق والخجل الشديد لمجرد تواجد أحدهم أمامها .
والفرق بينكما
أن أعراضك أنتي بارك الله فيك أعراض صحية وسليمة
فأنتِ تفعلين ذلك بكامل شعورك ورغبتَك إتِباعاً لإوامرَ ربك وسُنة نبيك،
وحرصاً على دينك وحِفاظاً على نفسك وطهرك ،
خرج رسولنا الكريم ذات يوم من المسجد
وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق
فقال صلى الله عليه وسلم :
{ استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق }
فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها.
وأخيراً أحبتي :
أسأل الله أن يرزقنا واياكم الإخلاص في القول والعمل ..
ودمتم بخـــير
الروابط المفضلة