موضوع سبق وأن أنزلته في المنتديات وتقريباً
يوم 8 ذو القعدة 1422هـ
ورأيت أن أضعه للأعضاء هنا ..
فـ إليكم الموضوع :
من هي معشوقة الملايين ؟؟؟؟
اليك يامن تهافت في حبك الكثير ، وابتلى بغرامك جمع غفير ،
صرعت ألبابهم ،
وخطفت قلوبهم حتى أصبح ليس فيها شيء سوى الهيام بك ،
والبحث عن وصلك ، والجري وراء ابتسامتك .
******** اليك يامعشوقة الملايين ابعث رسالتي هذه ********
غريب أمرك ، وأشد غرابة أمر من يعشق شمطاء ذهب جلُ عمرها ، وفوق ذلك لم يعرف عنها الوفاء .
تغدر بمن أحبها وأفنى عمره بحثاً عن ابتسامتها ،
فتقلب له ظهر المجن حين يظن أنه قد استطاع احتواءها .
نعم غريب بل عجيب أمر من يهواك وأنت التي أخبر
عنك سيد البشر بأنك لاتساوي عند الله جناح بعوضة .
ما أتفه تلك العقول ، وما أحط ذلك الطموح الذي يسعى للوصول إلى
ما لا يساوي جناح بعوضة .
أف لك . ألك كل هذا المكر ؟ ألك كل هذا السحر ؟
ألك كل هذه الحيلة التي أستطعت بها خداع ملايين البشر .
ما أخطرك! لقد أسكرت ألبابا من غير كأس . نعم فعلت هذا ولا مجال
للإنكار ، فالأدلة واضحة وهاك بعضاً منها :
ذلك الأب الذي يسبح في واد وأبناؤه في واد آخر . لايعرف عنهم شيئا .
يهيمون في الأرض لا رقيب عليهم ولا موجه لهم .
يفتقدون القدوة الصالحة في البيت والترابط الأسري ، الذي يشد بعضه
بعضا ، فيقعون في براثن الرذيلة ، ويسيرون في أزقة الانحراف،
يقودهم الشيطان الى مصارع السوء والسبب هو أنكِ قد أسكرتِه
فأصبح يسير في دروبك هائماً دون هدى ،
وإلا لما ترك فلذات كبده * أغلى ما يملك لدى الأنسان *
عرضه للضياع أو تريدين مثالاً آخر على مكرك ودهائك ؟
انظري الى حال ذلك التاجر الذي عششت الأرقام في تلافيف عقله
وسويداء قلبه ، كلما جمع أاشتد به الطمع حتى نسي كل شيء
عدا كم باع وكم كسب .
إن وقف مصلياً خطط لصفقه ، وأخذ يعد ميزانيتها ونسبة الأرباح فيها ،
وإن دخل بيته فليس له سؤال عن الأبناء وصلاتهم وماذا فعلوا في
يومهم وإنما يعكف على الأوراق والسندات والمتابعة بالهاتف لآخر
المستجدات في عالم المال .
وتلك الزوجة التي تسللت إلى قلبها عن طريق
صرعات الموضة والمظاهر الكاذبة فأضاعت أطفالها
وضيعت الأمانة المسؤولة عنها ، بل أخذت تسير في دروب أبعدتها
عن دينها وآدابه .
نعم أف لك فأنت ملعونة على لسان سيد الخلق ، وانت موصوفة
باللهو واللعب في كتاب رب العالمين .
فأي خير ينتظر من لهو ولعب ، وأي خير يأتي ممن حذرنا خالقها منها ؟
{ فلا تغرنكم الحياة الدنيا}.
ما أغبى أولئك الذين يتنافسون عليها فيحملون فوق
ظهورهم من حلالها وحرامها ما لاطاقة لهم به ،
ثم يتركون ما جمعوا وراء ظهورهم وليت الأمر يقف عند هذا بل يحاسبون
عليه في قبورهم ، أليس هذا قمة الغباء؟!
لقد أعرض عنك أولو الأحلام وانهى أصحاب العزائم
القوية والبصيرة النافذة ، والقلوب المضيئة ،
فهاهو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقول (( مالي وللدنيا ما أنا
إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها )) .
اما انت أيتها الدنيا فتقلباتك تكفي لكي يزهد فيك العقلاء ( من سره
زمن ساءته أزمان ) .
فيكفيك حقارة أنك خدعت كل محبيك : قارون لم
تشفع له كنوزه ، وفرعون لم يغن عنه جبروته ،
وهامان لم ينجه مكره ودهؤه وحيلته ، وتلك القرى التي كانت آمنة
مطمئنة يأتيها رزقها رغداً تبدل حالها الى النقيض وما أكثر العبر
{ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }.
.
المرجع والكاتب
د. أحمد علي المصباحي
مع تحيات
أخوانكم في قائمة أبومعاذ الدعوية
الروابط المفضلة