نحن نعيش في عصر العلم والتجربة والاكتشاف والتنظيم والاهتمام بالتفاصيل واكتساب الميزات، حيث تشكل هذه المفاهيم والمعاني محور الحياة المعاصرة، حتى في عالم التجارة الذي يعتمد تقليديا على المال أخذت المعلومات والمعارف والنظم تحل شيئا فشيئا مكان رأس المال تمشيا مع روح العصر، الأمم الغنية بهذه المفاهيم تعيش في قلب العالم المتقدم، والأمم الفقيرة فيها تعيش على أطرافه وهوامشه، وكل ماينطبق على الأمم ينطبق على الأفراد، فأين موقعنا من منظور هذه الإعتبارات؟!
لا أعتقد أننا في حاجة الى الذكاء أو كد الذهن كي نعرف الجواب..
فمقارنة سريعة بين مايفتتح من محلات الطعام والشراب والأزياء والأثاث والكماليات التي تتكاثر بطريقة سرطانية وبين مايغذي العقل وينمي الروح من أوعية المعلومات، توقفنا على الحقيقة المره!!
فبينما تزدهر الأولى وتنتعش بإستمرار ويضج بالشكوى ناشروا الكتاب ومنتجو الشريط الإسلامي وكل من له صلة بالمعرفة الجادة من ركود الأسواق، ولم لا وقد تعود كل واحد منا أن يذهب مره أو مرتين في الاسبوع الى محلات الطعام والثياب، لكن اعداد ضخمه من الناس لا تذهب الى مخازن المعرفه الا مرة في الشهر أو في السنه، وكثير منهم لا يذهبون الا لشراء أدوات القرطاسية لأطفالهم، ومنهم من لم يقرأ أي كتاب منذ سنوات ومنهم ومنهم..
نداااااااااااااااااااااء
إن الإنسان لدينا في أمس الحاجة الى من يعرفه على المتع الروحية والثقافية والى من يدربه ليجد في القرآءة نوعا من الإكتشاف المثير...
إن أكبر أعدائنا هو الجهل، الذي لايحرمنا من التمتع ببعض المميزات فحسب، وإنما يجعلنا في حالة من الجفاء مع النفس، وفي حالة من العزله عن أعماق ثقافتنا الإسلامية الأصيلة التي مجدت العلم كما لم تفعل أي ثقافة أخرى.
-------------
بتصرف من مقال للدكتور عبد الكريم بكار...
الروابط المفضلة