أفكر في هذا الموضوع كثيراً، وهو موضوع اللغة العربية. كمسلمة أعتقد أن اللغة العربية أجمل لغة على الأرض، يكفينا أنها لغة القرآن، كل مسلم عليه تعلمها مهما كانت جنسيته. ولكن ما يؤسفني هو ما أراه من العرب هنا، حيث بدأوا يتحدثون مع أطفالهم بلغة ليست لغتهم فور وصولهم الى الولايات المتحدة ، "حتى يتعودوا عليها". يؤسفني عندما أسمع صديقاتي يتكلمن مع أطفالهن بلغة غير اللغة العربية، أشعر بالغيرة، فأسأل: لماذا؟ تجاوبني: لا يفهمون العربية، أو لا ينطقون بها جيداً.
وهذا رجل آخر يأخذ طفله إلى الحضانة، عمر الطفل 6 شهور. يسأله أبي: لماذا؟ هل تعمل زوجتك؟ يجيب الرجل: لا، ولكن حتى يتعلم اللغة. آآآآآآآآآآآآآآآآآخ، وبالخليجي: مااااالت على هاللغة. الغريب أن الطفل حتى لو لم تعلميه أي كلمة انجليزي منذ مولده حتى يدخل المدرسة، يبدأ الدراسة ويتعلم اللغة ثاني يوم، كيف؟ لا أدري. يتكلم ويسمع اللغة الإنجليزية 8 ساعات في اليوم، بالطبع سيعتادها ويستسهل استعمالها. لو شاهد التلفزيون لتعلم اللغة في أسبوع. ولكن هنا يأتي دورنا كأمهات، نزرع في قلوبهم حب اللغة العربية، وما تعنيه لنا كمسلمين. لم نأتِ هنا أبداً حتى ننسى ماضينا، ونعش حاضرنا فقط. فوجودنا هنا وضع على أكتافنا مسؤوليات أعظم تجاه أطفالنا.
وهذه فتاة تأتي إلى مكتبي في إدارة المدرسة، تحتاج إلى مساعدة في كتابة جملة بالعربي، تعبت معها حتى تلفظ حرف الطاء، أقول لها: طبيب، تقول: تبيب. رأيت أهلها يتكلمون مع بعضهم بالعربي، ثم يتكلمون معها بالإنجليزي. تقول لي: لا أحب لهجتي، فهي مضحكة. أين كان الأهل عندما كونت مثل هذه الفكرة؟
والله الحال مؤسف جداً، كثير ممن أعرفهم هنا، لا يتدخلون في أولادهم ولا يعقبون عليهم عندما يرونهم يهملون في لغة القرآن. صراحة لا أستطيع أن أرى العوج ولا أحاول شيئاً، نصحت الكثير من الأمهات بأن يجبرن أولادهن بالكلام بالعربي في داخل المنزل. أن يتكلمن معهم بالعربي. ولكن دائماً الرد: تعبت معهم، لا أمل، يذهبون الى غرفتهم ويتكلمون كما يشاؤون. هنا يأتي دور تحبيبهم باللغة وتفهيمهم ما تعنيه لنا.
أذكر أن أمي كانت تهدد أخوتي الصغار بالعصا اذا سمعتهم يتحدثون بالإنجليزي في غرفهم. لم تستخدم العصا، ولكن كان التهديد وهي تحملها مخيف لهم بشكل كافٍ. والحمد لله كبروا، ويتكلمون العربية والإنجليزية بامتياز. وأنا هذا ما أحاوله مع أطفالي، والحمد لله محاولتي ناجحة. لا أستخدم التهديد بالعصا، ولكن هناك أساليب أكثر إقناعاً لأطفالي "K)( .. قانون بيتي أن الكلام فيه بالعربي فقط، شئت أم أبيت. ومن أبى فعليه بالصمت وعدم الكلام.
لم أكتب هذه الخاطرة إلا بعد أن لاحظت أن الكثير من الأعضاء الكرام يعيشون الآن في أمريكا، فشعرت أن من واجبي التنبيه لأجل أطفالهم. اللغة الإنجليزية وسيلة لنا هنا فقط وليست غاية. نعيش عن طريقها في هذه البلاد ولا نعيش لأجل تعلمها. وشكراً.
الروابط المفضلة