لكل شيء إذا ما تم نقصان .. فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول .. من سره زمن سائته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد .. و لا يدوم على حال لها شان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن .. و أين منهم أكاليل و تيجان
أين ما شاده شدّاد في إرم .. و أين ما ساسه في الفرس ساسان
أتى على الكل أمر لا مردّ له .. حتى مضوا فكأن القوم ما كانوا
دار الزمان على دارا و قاتله .. و أنّ كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب .. يوما و لا ملك الدنيا سليمان
يا غافلا و له في الدهر موعظة .. إن كنت في سنة فالدهر يقظان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة .. كأنها في مجال السبق عقبان
و راتعين وراء البحر في دعة .. لهم بأوطانهم عزّ و سلطان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد .. إن كان في القلب إسلام و إيمان
لا تحرصنّ على البقاء مؤملا .. إن كنت ثانيهم فأين الأول
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا .. فإذا عزلت فإنها لا تعزل
الروابط المفضلة