بسم الله الرحمن الرحيم
طيب ..
حياك الله وبياك أخي ..
ولعلك في البداية توافقني الرأي .. أن من أساس الوحدة الحقة هي الصدق .. فلا يُمكن أن تكون هناك وحدة وقوامها الخداع والكذب والمكر (والتقية) .. بمعنى إظهار غير ما هو مُبطن ..
ومع كل شكري وتقديري لما تفضلت به من رد .. إلا أني أراك قد جانب الصواب فيه .. وتجاهلت الحقائق ولويت عنقها وأدعيت بارك الله فيك غير الحق ..
تقول كيف ؟؟!!
أقول لك :
سألتك بعد أن تفضلت بطرح قرار مجمع الفقه الإسلامي وتوصياته والتي كان من ضمنها وجوب احترام الصحابة وعدم التعرض لهم بالسب أو التكفير :
ماذا عمَّن يُكفرون الصحابة ويسبونهم ويلعونهم ليل نهار وتعتبرون ذلك من القربى إلى الله ؟؟!!
فكان جوابك الآتي :
بالنسبة لإجابة سؤالك الأول فهم العامة من الشيعة لأن علماؤهم إلتزموا بعدم السب للصحابة و قد صرحوا بذلك في الاجتماع المشار بتاريخه و أشار بذلك أحد علماء ممثلي السنة من الأزهر
وبصراحة .. كنت أتوسم فيك المصداقية والوضوح لا أن تحاول أن تخدعنا بما لا يقبله العقل .. فحدِّث العاقل بما لا يُعقل فإن صدقك فلا عقل له ..
يا أخي رميك عامة الشيعة بأنهم هم من يقومون بلعن الصحابة وتكفيرهم وسبهم .. ومحاولتك تبرئة علمائهم من ذلك .. يجعلني أسألك :
من أين أتى عامة الشيعة بهذه الثقافة وهذه العقيدة ؟؟!!
هل فُطروا عليها ؟؟!! أم تم تلقينهم إياها وترسيخها لديهم حتى أصبحت من لوازم عقيدتهم ؟؟!!
كنت أتمنى أن لا تضع نفسك في مثل هذا الموقف المحرج .. ولكن إليك بعض ما يقوله أعاظم رجال دينكم في الصحابة وفي كتبكم المعتبرة عندكم :
ذكر الكليني فـي (فروع الكافـي) عن جعفر عليه السلام:
"كان الناس أهل ردة بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا ثلاثة، فقلت:من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".
وذكر المجلسي فـي (حق اليقين) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:
"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنهما كانا كافرين، الذي يحبهما فهو كافر أيضا".
وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى (وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) .. قالوا:
الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان".
ونقل الكشي أيضا:
"
فقال الكميت : يا سيدي أسألك عن مسألة ثم قال: سل. فقال: أسألك عن رجلين -يعني أبا بكر وعمر- ، فقال: يا كميت ابن يزيد، ما أهريق في الإسلام مهجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما".(معرفة أخبار الرجال:محمد بن عمر الكشي ص135).
ويقولون فـي كتابهم(مفتاح الجنان):
"
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وألعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما.. الخ" ويعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة. (دُعاء صنمي قريش)
وعند القُمي في تفسيره تحت قوله تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا):
قال أبو عبد الله عليه السلام:
"ما بعث الله نبياً إلا وفـي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده..وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق) وفسر جبتر بعمر وزريق بأبي بكر!
أقول :
أكتفي بهذا .. ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .. ولعل بما تقدم إدراجه ومن كتبكم المعتبرة عندكم يتضح أن المسألة أكبر بكثير وأعظم وأطم من مسألة عامة الشيعة .. بل هي عقيدة بل ومن أساس عقيدة الشيعة .. ولا مجال لإنكار ذلك ..
ولو أردت أن أتوسع لك في أيضاح ذلك من خلال الكتب أو حتى من خلال التسجيلات فأني حاضر لذلك ..
إذاً .. هذه النقطة الأولى أنتهينا منها بأن إدعاءك حول أن عامة الشيعة هم من يقومون بذلك دون علمائهم مردودة وغير صحيحة ومحض افتراء وادعاء ..
وأتمنى عليك إن كان لديك من علماء الشيعة المعروفين المعتبرين ما يُفيد بوجوب محبة الصحابة والتوقف عن سبهم ولعنهم وتكفيرهم .. والإيمان بأنهم (الصحابة) مسلمين مؤمنين وبفضلهم تم نقل هذا الدين ووصوله إلينا .. فحبذا لو تكرَّمت على أخيك بموافاتي به .. حتى نُعلن ذلك على الملأ .. ونُساعد في توحيد الصفوف !!!
نأتى الآن إلى الجزء الثاني من ردّك .. ولي معه بعض وقفات :
أقول :
اسمح لي في البداية أن أقول لك أن الجزء الثاني من ردك حوى كثيراً من قلب الحقائق وغمطها ..
تسألني كيف وأين ؟؟!!
أقول لك :
سألتك عمَّن يطعنون في كتاب الله الحكيم وقالوا بتحريفه .. في حين أن الله عز وجل قد تعهد بحفظه .. وهل يُخلف الله عهده ؟؟!! -حاشاه جل وعلا-
فكان أن تفضلت بالجواب :
بالنسبة لسؤالك فقد وضحوا في حوارهم مع علماءنا بأنهم لا يقولون بأن القرآن الذي لدينا محرف و لا يقرؤن قرآناً غيره
واسمح لي أن أبدأ الجزء الذي تحت خط .. عبارة (ولا يقرؤون قرآناً غيره) :
فأقول :
نعم .. هم لا يقرؤون قرآناً غيره .. ولكن هل تعرف لماذا ؟؟!! لأنه وبكل بساطة ليس هناك قرآناً غيره في وقتنا الحاضر ..
بيد أن الشيعة (الإمامية) .. ما زالوا يتنظرون أن يخرج مهديهم الخائف من سردابه ومعه مُصحف فاطمة الذي لم يُحرف ولم تطاله يدي الأعداء كما يدَّعي الشيعة .. وحتى يخرج ذلك المختفي ومعه ذلك المصحف الصحيح ليس لهم بديل عن هذا الذي بين أيدينا الآن ..
هذه نقطة ..
أما قولك أن علماء الشيعة لا يقولون بالتحريف ..
فأقول :
هذا غير صحيح .. فقد طفحت كتب الشيعة بالقول بتحريف القرآن الكريم .. وهذا موجود في كتبهم المعتبرة ومن أجل وأعظم علمائهم على الإطلاق !!! :
فقد جمع المحدث النوري الطبرسي (
يصفون هذا الطبرسي بأنه : وحيد عصره وفريد دهره وأورع أهل زمانه وأزهدهم !!!) في إثبات تحريفه كتاباً ضخم الحجم سماه :
( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) !!!
جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف ، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين ، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون : إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين مُحَرَّفٌ .
وقال السيد أبو الحسن العاملي :
(
وعندي في وضوح صحة هذا القول - أي القول بتحريف القرآن - بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع ، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة ، فتدبر) . مقدمة البرهان الفصل الرابع ص 49 .
ولهذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر :
( ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا عليّ بن أبي طالب والأئمة من بعده ) الحجة من الكافي 1/26
وأكتفي بما سبق لأن فيه الكفاية .. وهو غيض من فيض .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
إذاً المسألة ليس مسألة عامة الشيعة وعلماؤهم .. بل هي أكبر من ذلك وأطم .. فهي أيضاً مسألة عقيدة ودين عندهم .. وما تقدم يرد على قولك :
و إنما لديهم قراءات مختلفة كما لدينا قراءات مختلفة و في ذلك الاجتماع سألوا علماءنا ما إذا كان ذلك خطأً فرد عليهم علماؤنا بأن ذلك ليس خطأً و لدينا قراءات مختلفة للقرآن أيضاً و نحن نقرأ نفس القرآن
حيث قد تبيَّن لكل منصف ولكل ذي لُب أن المسألة ليس مسألة اختلاف قراءات من عدمه !!!
ولعله من المناسب أن أطرح عليك هذا السؤال المهم والمفصلي في هذا الخصوص :
ما هو موقف علماء الشيعة ممن يقول بتحريف القرآن ؟؟!!
أما قولك :
أما بالنسبة للتكفير فهم لا يكفروننا أبداً و نحن لا نكفرهم
فلن أرد عليك أنا .. بل سأدع كتبهم ترد عليك :
يقول الشيخ حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني في كتابه السابق (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية ? 147):
"بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا".
ويقول هذا الدرازي في الموضع المذكور:
"ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن".
ويقول التيجاني السماوي في كتابه (الشيعة هم أهل السنة) في الصفحة 161:
"وغني عن التعريف بأن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة الجماعة".
وغير ذلك الكثير مما يُفيد بأن أهل السنة والجماعة هم نواصب كُفار .. ولكن أكتفي بما تقدم خشية الإطالة .
وبعد هذا .. ما هو الحكم في هؤلاء النواصب :
روى شيخهم محمد بن علي بن بابوية القمي والملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه علل الشرايع (ص601 طبع النجف) عن داود بن فرقد قال:
"قلت لأبي عبد الله : ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكني أتقى عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: تَوَّه ما قدرت عليه"
وذكر هذه الرواية الخبيثة شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/463) والسيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/307) إذ قال: "جواز قتلهم (أي النواصب) واستباحة أموالهم".
وغير ذلك الكثير من النصوص التي كلها في إباحة دماء أهل السنة .. وإليك أهدي هذا المقطع الذي يدعو فيه عالم الدين الكيبر عند الشيعة (مجتبى الشيرازي) إلى قتل أهل السنة وهدم مساجدهم واستباحة أموالهم :
[RAM]http://www.aaa102.com/k/hadith.rm[/RAM]
تحياتي ،،،
...
الروابط المفضلة