أخواتي الكريمات ....
بين الإغراق في النقد والمدح تموت الحقيقة موتاً لاحياة لها من بعده الى يوم يبعثون ....
أرجوا أولاً أن تتسع صدوركنّ للحديث وأن لانفرّ من جلد الذات , وأن لانعيش قولبة مميته لحياتنا وشخصياتنا ومنجزاتنا .
كنت أتساءل لماذا تعزل المرأه المسلمة في النظرية الإسلامية اليوم ولا أعني أنها كذلك في النص الشرعي , بل من خلال فهمومات وتطبيقات الفقهاء اليوم , إن ثمة خللاً بينا وإسقاطا نظرياً دون نظرة تكاملية للحياة بكافة تعقيداتها !!
إن بناء الصحوة اليوم الفكري يتمتع بتماسك داخلي قوي , إلا أن المتأمل في عناصرها النظرية ومفاهيمها التأسيسية يلحظ انفكاكاً عن آليات التطور الإجتماعي والتفاعل الحضاري أو مايعرف ب"Estrachar and Ejensi" أو مانستطيع أن نسميه في اللغة المعاصرة " الحراك الإجتماعي " ...
حين تخصص منتديات للمرأة , فإننا نمارس عملية من الإنغلاق الغير محكم , والغير مجدي في آن واحد , إن المرأة بتكوينها وفطرتها تعيش ضعفاً يحتاج الى من يقف جواره ليقيمه من الإعوجاج ..فحين نعتقد أن المرأة كالرجل في الذكاء والعقل فعندي أننا أصبنا في الأولى وأخطأنا في الثانية !!!
تستطيع المرأة أن تجاري الرجل في سرعة فهمه وحضور بديهته , ولا تستطيع أن تجاريه في الأناة وامتلاك هوى النفس , والأخذ بفضيلة الصبر على ماتكره وعما تحب ...يمشي الرجل وراء عقله فيهديه وتمشي المرأة وراء قلبها فيضلها , فما وقفت معه في موقف الإ سقطت عجزاً وضعفاً ...لأنه يعرف السبيل الى قلبها ,, ولاتعرف السبيل الى عقله !!
لاتعجبي إن قلت لك \ إن الذكاء غير العقل , فاللصوص والمحتالون والمزوّرون والكذابون والفاسقون والمنافقون أذكياء وليس بينهم عاقل واحد !!!
لذا ظلت الصحوة طوال فترة سابقة تعيش حالة من النخبوية الذكورية , في حين نجحت تيارات أخرى أن ترفع لواء الدفاع عن المرأة , ونجحت في صنع قيادات نسائية في البلد غلبت آلالاف المتدينات والاواتي لازلن يقبعن وراء حجبٍ من العادات والتقاليد , بل أقول أن المتدينات أو " الصحويات " _ إن صحت التسمية _ لازلن يعشن خارج السياق الزمني المعاصر , فالدنيا كلها تتغير , ولازلنا نمنع كتابه الرجل أو المثقف أو الداعية معنا ..!
إن العولمة وآلياتها قد تجاوزتنا كثيراً وغدونا نركض ورائها لاهثين , فما كان قبل سنوات فنحن لم نستوعبه الإ هذه الأيام , وماهو كائن اليوم لن نستوعبه الا بعد سنوات .
كنت ولا زلت أطالب بوجود عمل نسائي أو قل تنظيم نسائي عالي المستوى , يتم من خلاله بناء الفتيات الناشئات على الفكر الصحيح واستيعاب الواقع جيداً ليتحملن زمام الدفاع عن قضاياهنّ ومشكلاتهنّ.
إننا إن لم نضع في استراتيجياتنا الدعوية أن نعدّ الفتاة المحافظة أن تقف أمام السافرة , والداعية أمام العلمانية , لتقرع الحجة بالحجه والفكرة بالفكرة , فإننا لن نتقدم للإمام شبراً واحداً .
وسنظل نلهث وراء كتب أو شريط في دورة أصبحت غير مجدية في عصر مخاطبة العقول لا دغدغت المشاعر بالخطب العنترية أو اللطميات الوعظية !!
أرى أن حديثي قد طال , لكن لعلنا نتحدث قليلاً قليلاً في مناقشه هادئة ورؤية استشرافية لمستقبل مشرق بإذن الله ...
هذه بعض الأفكار التي لن تعدو تطفلاً على أفكاركم , فتقبلوها بقبول حسن , وأنبتوها نباتاً حسناً !
والسلام ......
][®][^][®][الفونسو][®][^][®][
الروابط المفضلة