موضوع منقول


..............................

منهج الهدم المتدرج


حمل لي أحد المتابعين للانتاج الفني خبراً مفاده أن واحداً من مالكي شركات الإنتاج الفني الصغيرة أنتج أغنية مصورة بطريقة الـ " فيديو كليب " لواحدة من مطربات العصر الفني الجديد، وعندما حملها إلى واحدة من كبريات شركات الإنتاج والتي تملك قناة فضائية تبث عبرها ما تنتجه أو تشتريه من هذه النوعية ... قبلت الأخيرة شراء الأغنية الجديدة بشرط واحد فقط هو " عدم إذاعتها في هذا التوقيت، على أن يتم بثها بعد عام من تاريخ تسلمها - الذي كان قبل ستة أشهر من كتابة هذه السطور - بسبب زيادة جرعة التعري في الأغنية " ؟!!

هذه القصة الواقعية في أحداثها والمفجعة في مدلولها تؤكد أننا أمام حملات منظمة للهدم تسير وفق خطة موضوعة لا تخطئ مراحلها ولا تسبق واحدة منها الأخرى، وهو ما يعني بالدرجة الأولى ان العقول العربية والإسلامية مستهدفة من قبل مخطط مغرض ينفذه رأسمال لا يمكن وصفه أبداً بالغبي لأنه لا يستهدف الريع فقط، بل يسعى لإشاعة أخلاقيات وقيم عصر العولمة الجديد القديم في تجارته التي تمثل أقدم تجارة عرفتها البشرية وأحطها في الوقت نفسه " النخاسة ".

لا تدلل على هذا الواقع القصة التي تصدرت هذه السطور فحسب، بل ونموذج المتخصصين في هذا اللون من " النخاسة الفنية ".

ولو أخذنا " شريف صبري " كمثال على هذا التيار لتأكدنا من أن محاولات متدرجة تتم لهدم كل قيمة وأي خلق.
وشريف صبري بدأ مخططه برأسمال يتجسد في جسد فتاته "روبي"، ومتدرجاً بدأ بنقل الرقص من أماكنه إلى الشارع وكأنه من الطبيعي أن يتحول الشارع إلى "كباريه" وأن تستحيل كل سائرة فيه " راقصة " ...!!

ثم بدأ الخطوة الثانية في مخططه لتعميم الرقص فحوت الاغنيات التالية لذات الفتاة رقصاً من نوع جديد تخلت فيه عن زي الراقصات المتعارف عليه وأصبح الرقص تارة بملابس طالبات الثانوي، وثانية بزي رياضي، وأخرى بالملابس التقليدية ... وهكذا يتم التعميم ليشيع الهدف القومي الجديد !!

ثم بدا لشريف صبري ان هناك شريحة لم تصلها الرسالة وهن " المحجبات "، وكان من العسير عليه ان يحول "روبي" إلى "راقصة محجبة" ليفقد رأس ماله، فأنتج فيديو كليب لمطرب جديد يغني لفتاته المحجبة بينما هي تتمايل متراقصة على نغمات الأغنية ...

بعد كل هذا، مطلوب من كل الجماهير أن تتلقى مناهج الهدم جرعة جرعة .. دون ان تصرخ " آه "