رأيت سبب الهموم والغموم الاعراض عن الله عز وجل والاقبال على الدينا
وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته .
فأما من رزق معرفة الله تعالى استراح لأنه يسغني بالرضا بالقضاء فمهما
قدر له رضي ..
وان دعا فلم ير أثر الاجابة لم يختلج في قلبه اعتراض . لأنه مملوك مدبر
فتكون همته في خدمة الخالق ..
ومن هذه صفته لايؤثر جمع مال . ولامخالطة الخلق ولا الالتذاذ بالشهوات
لأنه اما أن يكون مقصرا في المعرفة فهو مقبل على التعبد المحض يزهد في الفاني لينال الباقي ..
واما أن يكون له ذوق في المعرفة فانه مشغول عن الكل بصاحب الكل
فتراه متأدبا في الخلوة به . مستأنسا بمناجاته . مستوحشا من مخالطة
مخلقه . راضيا بما يقدر له .
فعيشه معه كعيش محب قلا خلا بحبيبه لا يريد سواه . ولا يهتم بغيره
فأما من لم يرزق هذه الأشياء . فانه لا يزال في تنغيص متكدر العيش
لأن الذي يطلبه من الدينا لا يقدر عليه . فيبقي أبدا في الحسرات مع ما
يفوته من الآخرة بسوء المعاملة . نسأل الله . عز وجل . أن يستصلحنا
له فانه لاحول ولا قوة الا به ...
الروابط المفضلة