يوسفة الإلكترونية! (قصة قصيرة) بقلم أم هريرة
لم ترتح لنغمة رسالته الاخيرة كثيرا، فقد كانت جرعة الود واللطافة فيها أكثر من ذي قبل.
أسررت في نفسها: "لا، لا يعني شيئا. إنه في سن أبيك. خلّي عنك بعض الظن هذا حتى يثبت العكس. "
أسررت في نفسها مجددا: "كونه في سن أبي يعني أن هنالك احتمالية احصائية مرتفعة بأنه يعاني من مراهقة متأخرة."
"كوني على حذر، وسني اسلائك الشائكة." حذّرت نفسها.
كتبت إليه فيما يتعلق بالمشروع الإلكتروني الذي تطوّعت فيه بالإضافة له ومجموعة أخرى من البشر السايبريين معنونة رسالتها بـ "تحية طيبة أخي فلان."
رد كاتبًا:
"لم أشعر بأن رسائلك شحيحة وبالقطارة؛ سطران، وكفى المؤمنين شر القتال ؟!
and stop calling me "brother" because i'm not your brother and i don't want to be as a brother to you, i want be more than that
ملاحظة خاصة "take it ... or leave it"
يبدو من كتاباتك بأنك مؤمنة جدا، ولأكون صريحا معك أنا لست مؤمنا وأشك حتى بإسلامي. انظري موضوعي هذا :"
وسطّر بضعة وصلات لمواضيع كتبها في بعض المنتديات
"لا أعلم لم أفضيت لكِ بما أشعر به، ولكن كان يجب أن أفضي به لشخص أشعر معه بقرب.
كوني على اتصال"
إزداد عدم اتياحها إلا أنها شغلت عن هذا الشعور بخطأه الطباعي حيث كتب "وكفى المؤمنين شر القتال "بدلا من "وكفى الله المؤمنين القتال"
لماذا أضمر الفاعل يا ترى؟
أعادت قراءة الرسالة وغرقت في السؤال الفلسفي: شئ اعمق من الاخوة؟ ما هو؟
أما عن الشك الذي يحمله، فقطعه باليقين بسيط. ثلاثون ثانية فقط ، وإن لم يخر باكيًا أمام روعة منشدي الأثير فلا علاج موجودًا لدي.
كتبت إليه:
"مع تكاثر المشاغل تضيق العبارات فاعذرني.
حسنا لن أدعوك أخي، لكني لا أجد شيئا أسمى من الأخوة سوى الأمومة / الأبوة. فلديك خياران:
1- إما أن أدعوك أبي ولا أريد أن أكبرّك.
2- أو أن أدعوك ابني ولست أدري إن كنت أمًا صالحة.
أرأيت أن الأخوّة هي أنسب الخيارات؟
جيد أنك أخبرتني، كنت أنوي أن أبعث لك هذا الألبوم الإنشادي للمبدع ...
(ووضعت وصله الألبوم)
استمع له على العموم كفنان وعاشق للفن بغض النظر عن معانيه. لا تقلق، لست ممن أحاكم الناس على إيمانهم، وغفر الله لي ما لا تعلم.
كل تحياتي وتقديري"
رد بعد بضعة دقائق من وصول رسالتها:
"لا أريد أسمى المعاني. لا تدعيني لا بابا ولا ماما. أعتقد أن الخيارات لدي ولديك أكثر من خيارين؛ يكفي عزيزي أو غير ذلك من الكلمات (؟)!!!
أنت يا ... إمرأة في غاية الذكاء، وهذا ما جذب روحي إليكِ ولن أطيل في هذه الفكرة.
بخصوص الموقع الذي أرسلته لي، فهو موقع جميل ولكن للأسف لم تعمل معي سوى أغنية واحدة وهي ... وكانت في غاية الجمال فنيا ( إخراجا ولحنا وصوتا وأداء ) أما معنى وكلمات فلي عليها تحفظ.
قبل فترة رأيت اسمك على مسنجر الياهو فرحبت بك، لكنك تجاهلتني وهربتِ سريعا. لا أعلم لماذا!
المهم، ردي علي الآن وكوني على اتصال دائم."
على الفور كتبت بفخر:
" عذرًا، فلا خيارات عندي سوى التي ذكرت! لا أقدّر الوقاحة ولا أحب ممارسيها."
تذكرت يوم حضرت ندوة الممثلة المعتزلة سهير البابلي في جامعة الكويت حيث حكت عن قصة حجابها وقالت " mise en scène جميل قوي"
قالت هي الأخرى "mise en scène جميل" حين أعادت قراءة المراسلات الأخيرة.
نسخت المحاروة الإلكترونية مصححة أخطائه اللغوية والإملائية ثم أضافت بعض التعليقات استعدادًا لنشر الحكاية!
فزعت في ذنب، ترى هل سيقاضيني بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية ونصف ما في القصة من نتاج لوحة مفاتيحه؟
مهلا، إن ضاع مالك الملك من القلب، حل محله رعب من "كلام الناس"، انشريه وقري عينًا، فلن ينبس ببنت شفة.
طبعت عنوان المنتدى في المتصفح، أدخلت اسمها وكلمة السر. نسخت الحكاية.
ماذا أعنونها؟ سألت نفسها.
حجابي ليس فقط على رأسي بل وفي قلبي أيضا وعلى لوحة مفاتيحي.
وجّه الله لك الخير يا نبي الله يوسف. تابعتك، يوسفة الإلكترونية
وصلتني عبر الايميل ..
الروابط المفضلة