أنتم يا من حباكم الكريم المنان , بعظيم المنة والإحسان ,
بملكات وهبات هي عطايا من لدن قديم الإحسان ,
هنيئاً لكم هذه المنن والعطايا ,
أنتم بحق العمالقة ..
نعم عمالقة !!
عمالقة بما تحملونه من هموم عملاقة , ووعي كبير يحاكي نجوم السماء علواً,
وضياء الشمس سطوعاً , ونور القمر بهاءً .
أغبطكم حقاً على ما تتمتعون به من تبحر كبير في ميادين الحياة الرحبة , فلا شاطئ يحدكم في بحور العلم والمعرفة ..
لقد يسَّرلكم الرحمن مالم ييسِّر لغيركم ..
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــن !!
أيها العمالقة , نحن بحاجة لكم , لعونكم , لتنيروا لنا الطريق , فإنها طويلة موحشة بدون عونكم ,
ولتبددوا من حولنا الظلام , فإنه حالك يحجب الرؤية .. وأنتم مصابيح الدجى حيث احلولك الظلام ..
نحن نراكم , لكــــــــــــــــــــــــــــن الرؤية غير واضحة ,
لأننا نراكم من بعيد , وأنتم كذلك ,
لقد باعدت بيننا وبينكم تلك الأبراج العاجية , التي أجبرتكم مكانتكم سكناها,
لذا تحتم أن تصير المسافة بيننا وبينكم بعيدة المدى , صعبة المنال..
نحن لانطلب منكم أن تتقزموا لتصلوا إلينا , فقط نطلب منكم أن تغادروا تلك الأبراج العاجية, التي أنهكتنا وأنهكتكم..
نعم , فمراقبتنا لكم مضنية , حيث أننا نتكبد عناء رفع رؤوسنا ومد أعناقنا لنبصركم ,
بينما من السهل عليكم إبصارنا بخفض رؤوسكم صوبنا ,
لقد تعبنا من طيلة مكثنا رافعين الرأس , فكما تعلمون ونعلم جميعاً ,
صعود الدرج أصعـــــــــــــــب من نزولــــــــــــــــــــه..
ولكن حاجتنا لعونكم ملحة ,
وبما أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص , يشد بعضه بعضاً .
والمسلم مرآة أخيه المسلم ,
نناشدكم بحق الأخوة التي بيننا , حق الأخوة الإسلامية ,
حق التناصح ,
والمحبة الصافية , التي تطفو فوق كل المشاعر .
ترجلوا من برجكم العاجي ,,
هيا ماذا تنتظرون, ترجلوا سريعاً من هناك ,
وتعالوا معنا سوياً لنضئ جوانب الحياة ,
لنحقق العبودية الحقة ,
ولنكون كما أراد ربناعزوجل ونبينا عليه الصلاة والسلام من بعده ,
خير أمة أخرجت للناس ,
نعتصم بحبل الله جميعاً , لا نتركه أبداً ..
ولا نفترق ..
فلا غنى لنا عنكم ,
إن كنا نحن المصابيح فأنتم الفتيل الذي يشعل ضيائها ,
وإن كنا نحن الأشجار فأنتم جذورنا الضاربة في الأرض ,
أما إن كنا المزن فأنتم البحر , الذي تتبخر قطراته و ترتفع لتكوننا ..
لاغنى لنا عن التعاون , ولا سبيل لنا بالتشاحن ..
لنكمل المسير , ونواصل العبور ,
وليكن شعارنا ,
رفقاً , رفقاً , فالطريق موحشة , والخطأ وارد ,
فإن أخطأنا فنحن آسفون , وإن أخطئتم فإنا لكم عاذرون ....
فنحن وأنتم بشر مصيبون , ومخطئون ..
من هنا أناشدكم ايها العمالقة , وأمد يدي إليكم ,
لنسير معاً في درب الهدى ,
وأناشدكم أيها الأقزام أمثالي , لتضموا صوتكم إلى صوتي نناشد كل عملاق ان لايتركنا نتيه وحدنا ..
فنحن باب أجر لكم , وأنتم باب خير لنا ,,
أختكم الراجية عفو ربها ,
مزون البحر ...
الروابط المفضلة