الفروسية فن راقي لا يتقنه إلا الخيالة المهرة , فكم وكم من الوقت والجهد يحتاج الفارس ليسوس خيله ,
ليتمكن من التعامل معه بمهارة ,
الفروسية فن راقي , احتكرته الطبقة الراقية على مر العصور ,( مع التحفظ على هذه التسميات طبقة راقية وطبقة دونية , فلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى , وهذه التسميات من باب التفرقة العنصرية التي ما أنزل الله بها من سلطان , والرقي ليس مقياسه المادة),
ولكن هناك فروسية من نوع آخر هي في متناول الجميع , الغني منهم والفقير , الكبير والصغير , الذكر والأنثى ,
إنها فروسية أرقى من سابقتها ,
إنهــــــــــــــــــا فروســـــــــــــــــــية الحلم والاناة ( ضبط النفس وكبح جماحها ),
نعم يمكن ممارسة هذه الفروسية في شتى ميادين الحياة , وهي ليست محتَكرة في مضمار دون غيره ,
ففي المنتدى عند التعامل مع الرأي المخالف , أو حتى عند الإساءة يجدر بنا ممارسة هذه الفروسية ,
وفي مجال العمل , وضغوطات العمل لاغنى لنا عنها ,
وفي المجال التعليمي الأمر سيان ,
وتشتد حاجتنا لها في التعامل مع أسرنا وذوينا , أقربائنا , ذريتنا أهلنا وجيراننا ,
بــــــــــــــــــــــــل كـــــــــــــــــــل العــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــم من حولـــــــــــــــــنــــــــــــا ,
Cفقط ما علينا سوى إحكام قبضتنا على اللجام , والتعامل معه بمهارة وذكاء , ثم الانطلاق في ميادين الحياة .
ففي المواقف الحرجة , يتضح حسن سياستنا لأنفسنا من عدمه .
هــــــــــــــــــــذه دعــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة ,
أوجهها لنفسي ولكم لنمتطي خيول أنفسنا , ولنسوسها بذكاء ومهارة ,
حتى نصل إلى الرقي في التعامل ,
وحتى تقل أخطاؤنا ويقل من بعده اعتذارونا,
فمن السهل تحطيم الأشياء , ولكن من الصعب إعادتها كما كانت ,
كما قال الشاعر :
احرص على فرط القلوب من الأذى
إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاج كسرها لايُجبر .
( امتطيت جوادي وبدأت المسير , سمعتُ هاتفاً يهتف , مزون أحكمي قبضتكِ على اللجام وبه تسوسين نفسكِ حتى
عن ارتكاب ما حرم الله )
الروابط المفضلة