جئت لا أعلم من أين .. ولكني أتيت !!
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت !!
و سأبقى سائراً شئت هذا أم أبيت !!
فهو السائر في الحياة خبط عشواء , كنبتة تائهة ضالة لا جذور تشدها إلى الأرض ,
يشاكس الفطرة السليمة , ويعاند الحق !!
لايعلم للوجود معنى , ولايقدر للحياة قيمة ...
وعلى النقيض منه , صاحب العمر المديد , الذي نقش اسمه في دفتر الوجود بكل قوة , فهو موجود بانتاجه وتفاعله ,
لقد أضاف عمراً إلى عمره , نعم , فهو ببساطة يعيش لفكرة يعمل لها , وينافح من أجلها,
هي سر وجوده في الفترة بين,
المـــــــــــــــــــــيلاد والنــــــــــــــــــــــهاية ,
هو صاحب آمال وطموحات عالية تناطح نجوم السماء ,
جسده يسكن كوكباً يسمى الأرض , وقلبه معلق في السماء ,
ها هو العام الماضي أزف على الرحيل , بكل ما فيه من خير وشر , وجميل وقبيح , مؤلم ومفرح ...
فلو رجونا عقارب الساعة أن تعود بنا لحظة للوراء , لن تفعل ..
فما مضى غدى صفحة من الماضي , من المحال أن تعود , حتى يرث الله الأرض ومن عليها ,
يبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــقى الأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـل ..
فـــــــــــــي الــــــــــــــــــــــــــــــــــــعام الــــــــــــــــــــجديد ..
هل نتدارك ما مضى أم نسير ولسان حالنا يقول : ما أشبه اليوم بالبارحة !!!
هل نتفانى في جعل أخطاء العام الماضي , كصخور اعترضت طريق المسير , فبنينا منها سلماً نحو الهدف المرتقب ؟؟
هل نحسن لوالدينا , ذريتنا , ذوينا وأهلنا , جيران , أقرباء ,؟؟
وقبلهم جميعاً هل نحسن العلاقة مع رب الأرض والسماء ؟؟؟؟؟؟
هل سنستشعر آلام الأمة المحمدية , من مشرق الأرض إلى مغربها , ونداوي جراح أمتنا المكلومة !!!
أم نتيه , نعيش سبهللة , نهيم على وجوهنا , ونقول كمن قال :أبـــــــــــــــــــــصرت طـريقاً قدامــــــــــــــــــــــي فمشيـــــــــــــــــــــت !!
لاهدف لنا ولا غاية تحتوينا !!
هناك همستان بين يدي الختام :
الهمســــــــــــــــــة الأولى :
هي ذكرى الراحل الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -
( أذكرك يافهد الجزيرة , كلما أمسكت بالمصحف المطبوع باسمك , وكلما زرت الحرمين الشريفين , وتأملت التوسعة العظيمة )
طيب الله ثراك , وجعل الجنة مثواك , وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ,
لن تكون معنا إن عشنا في العام 1427للهجرة المباركة ,,
الهمســــــــــــــــــة الثانية :
عبارة خاطئة يكثر تداولها في مثل هذه الأيام , هي بحسن نية , ولكن لا ننسى قول ابن مسعود - رحمه الله -
كم من مريد للخير لم يصبه ..
العبارة هي :
في نهاية العام تطوى صحائف الأعمال , فأكثروا من الاستغفار ..
الصواب ان صحائف الأعمال لاتطوى إلا عند موت الانسان ومفارقة الروح للجسد , وليس في نهاية العام ..
قد تستغربون من طرحي عن العام الجديد في مثل هذا الوقت ,
لكني أرى أن التغيير بين عشية وضحاها ضرب من الخيال ,
فللتغيير نحتاج على أقل تقدير بقية هذا الشهر الفضيل ,
لنهيء أنفسنا , لنكون كما رسمنا لأنفسنا في العام الجديد ..
أسأل الله أن يجعل هذه السنة ’ سنة خير وبركة ونصر على الاسلام والمسلمين ,
إخوتي وأخواتي مبارك عليكم جميعاً هذا الشهر الفضيل ,
أختكم مزون البحر ..
الروابط المفضلة