هذه القصة قرأتها في كتاب من كنوز البداية والنهاية وأعجبتني وأتمنى أن تعجبكم :
قال أبو بكر بن عياش عن حمزة الثمالي عن عكرمة أن ملكاً من الملوك نادى في مملكته :إني إن وجدت أحداً يتصدق بصدقة قطعت يده ، فجاء سائل إلى امرأة فقال : تصدقي عليَ بشيء فقالت :كيف أتصدق عليك و الملك يقطع يد من يتصدق ؟ قال : أسألك بوجه الله إلا تصدقت عليَ بشيء فتصدقت عليه برغيفين ، فبلغ ذلك الملك فأرسل إليها فقطع يديها ، ثم إن الملك قال لأمه: دليني على امرأة جميلة لأتزوجها ، فقالت : إن ههنا امرأة ما رأيت مثلها لولا عيب بها قال :أي عيب هو ؟ قالت : مقطوعة اليدين ، قال فأرسلي إليها فلما رآها أعجبته ـ و كان لها جمال ـ فقالت : إن الملك يريد أن يتزوجك :قالت نعم إن شاء الله ، فتزوجها و أكرمها ، فنهد إلى الملك عدو فخرج إليهم ، ثم كتب إلى أمه : انظري فلانة فاستوصى بها خيراً و افعلي و افعلي معها ، فجاء الرسول فنزل على بعض ضرائرها فحسدنها ، فأخذن الكتاب فغيرنه و كتبن إلى أمه : انظري فلانة فقد بلغني أن رجالاً يأتونها فأخرجيها من البيت ، و افعلي ، وافعلي ، فكتبت إليه الأم إنك قد كذبت ، وإنها لامرأة صدق ، فذهب الرسول إليهن فنزل بهن فأخذن الكتاب فغيرنه فكتبن إليه : إنها فاجرة و قد ولدت غلاماً من الزنا ، فكتب إلى أمه : انظري فلانه فاجعلي ولدها على رقبتها و اضربي على جيبها و أخرجيها ، قال :فلما جاءها الكتاب قرأته عليها و قالت لها : اخرجي ، فجعلت الصبي على رقبتها ، و ذهبت فمرت بنهر و هي عطشانة فنزلت لتشرب و الصبي على رقبتها فوقع في الماء فغرق فجلست تبكي على شاطئ النهر ، فمر بها رجلان فقال : ما يبكيك ؟ فقالت: ابني كان على رقبتي و ليس لي يدان فسقط في الماء فغرق فقال لها: أتحبين أن يرد الله عليك يديك كما كانتا ؟ قالت : نعم ! فدعوا الله ربهما لها فاستوت يداها ثم قالا لها : أتدرين من نحن ؟ قالت : لا قالا : نحن الرغيفان اللذان تصدقت بهما
الروابط المفضلة