ولكن ماهذا ؟؟!!
ما الذي أراه ؟؟!!
لماذا يتعاملون مع بعضهم البعض بهذا الشكل ؟
رأيت صبياً يرفع صوته على أمه التي أنجبته , وقاست وعانت في حمله ,
وأيضاً هو لا يحترم أباه !!
أليس هو قطعة منهما , لماذا يتنكر لهما الآن ؟؟
رأيت في المقابل أبًا يشبع أولاده ضرباً وتقريعاً ,
قلت سبحان الله كأنه يمسك بسوط يجلد به جسده , أليست ذريته جزء منه !!
رأيت امرأة في كامل زينتها , تتبختر فرحاً لأنها الآن تستعد للخروج لسهرة مع صديقاتها , وتترك أولادها للخادمة ترعاهم !!
ورجلاً يسهر طوال الليل ولا يعود إلا مع طلوع الصباح ويهمل أسرته !!
رأيت مجموعة من الشباب يدخنون , يتسامرون , يشاهدون الأفلام الهابطة .....
وهناك آخرون مهمتهم ملاحقة الفتيات في كل مكان , تدنيس أعراض , مع ضحكات تهز المكان هزاً !!!
رأيتُ ذئباً , عفواً قصدي شاباً يخون الله في عرض أخته في الله ...
ورأيتُ شابة تزاحم الشباب في أماكن تجمعاتهم , تعرض نفسها للكل , تفتنهم ثم تضحك !!
وأخرى تلبس شيئاً أسوداً ليسترها , لكنه يفضح ولا يستر .....
وأخرى تخون أهلها وقبلهم ربها , فتهاتف هذا وتواعد ذاك ...
رأيتُ مطلقة تذرف دموع الأسى , وتزفر بالآهات لقد تركها شريك العمر ورحل ..
وأرملة ويتيم يسكبان العبرات الحارقة ’ لأن العيد اقترب وهو يذكرهما باليتم والحرمان ..
ورأيتُ عجوزاً ملقى في دار موحشة لا يقطنها سوى العجائز فقط , وكأنه انتهى ,
عفواً هل للآدمي تاريخ صلاحية وانتهاء !!!!!!!!!!!!!
وهناك من يحتفل بعيد ميلاده, عيد زواجه , عيد الحب , والأدهى منه عيد رأس السنة !!!!
ورأيتُ , ورأيتُ , ووووووووووووووووو..
هنا صحتُ بسحابتي ...
كفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى , كفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى , كفــــــــــــــــــــــــــــــى .
أغمضتُ عيني , قلت لها : خذيني إلى غير هذا المكان لقد آلمني ,,
ثم سارت بي المُزنة إلى ناحية أخرى ,
هنا وجدتُ كائنات أخرى هي أيضاً من بني البشر ,
امممممممممممممم,
ولكن يبدوا عليهم الصلاح ظاهراً
هناك نور يعلو محياهم ,
الله جلست أتأملهم ,
حياتهم جميلة , اجتماعاتهم مفيدة , كلامهم راقي , وأهدافهم سامية ,,
جميل صوت القرآن ينبعث من عندهم , ويمازجه صوت الآذان في الفضاء ,
رائع ذلك الشاب الذي يكرم والديه , يحن على إخوته وأخواته ,
وذلك الزوج يخاف الله في زوجته ,
وآخر يستخدم عوداً طيب الرائحة , نعم إنه السواك ,
وليس مثل تلك السيجارة كريهة الرائحة ..
ووووووووو,
ياسلااااااااااااااااااااااااام منظر يأسر العقل ,
ولكن سمعت صوت سؤال يطرق رأسي ؟؟
لماذا أغلق هؤلاء بابهم , واستأثروا بهذا النعيم وحدهم , إلا القلة منهم من حاول على خجل إصلاح ما يجري حوله ؟
أين هم من أولئك الذين شاهدتهم قبلهم ؟؟
ألن ينصلح حال أولئك بفضل هؤلاء بعد الله عزوجل ؟؟
نعم الصلاح رائع , ولكن الإصلاح أروع ؟؟
فهؤلاء وأولئك بشر يشتركون في البشرية ذاتها !!
يتعايشون على ظهر نفس الكوكب !!
إذاً لماذا لا ينصح بعضهم بعضاً ؟؟
ألم يقل رسولنا الكريم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )
وقال في موطن آخر , أنهم كالجسد الواحد ..
وفي غمرة تفكيري , وقمة ذهولي , وسرحاني ,
سقطتُ فجأة كحبة مطر من تلك المُزنة على ظهر الأرض ..
( عفواً قصدي استيقظت من نومي )
فوجدت نفسي على الأرض بين هؤلاء البشر ,
فأنا إما أن أكون من هؤلاء أو أولئك ؟؟
لا أخفيكم أني تمنيت أن أعيش داخل تلك السحابة وما تمنيت مغادرتها ,
ولكني تذكرت قول السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟؟
قال : نعم إذا كثر الخبث ..
فالمهم المصلح لا الصالح لنفسه فقط ..
وأنتم إخوتي وأخواتي , ماذا اخترتم ؟؟
أنتظر جوابكم بصراحة ؟؟
الروابط المفضلة