بسم الله الرحمن الرحيم
وصلتني هذه القصة بالبريد فترجمتها لكم:
القلب السليم
في يوم من الأيام وقف شاب وسط المدينة مدعيا أن لديه أجمل قلب في المدينة فتجمع حشد كبير . و أعجب الجميع بقلبه لسلامته. لم يكن هناك أي ندبة أو عيب فيه. و أجمع الجميع أنه أجمل قلب رأوه على الإطلاق. فازداد افتخار الشاب بقلبه السليم.
و فجأة ظهر رجل عجوز أمام الحشد وقال:
"لماذا قلبك ليس بجمال قلبي".
نظر الحشد و الشاب إلى قلب الرجل العجوز. فكان يخفق بثبات، لكنه مغطى بندب. بعض الأجزاء قد قطعت، و وضع محلها قطع أخرى لكنها لم تتناسب تماما فكان هناك العديد من الحواف البارزة. في الواقع كان في بعض المواضع أخاديد عميقة حيث فقدت قطع كاملة.
حدق الناس مفكرين: كيف يقول أن قلبه أجمل؟ نظر الشاب لقلب الرجل العجوز و رأى حالته فضحك قائلا " لا بد أنك تمزح. قارن قبلك بقلبي . قلبي سليم و قلبك مسخ من الندب و الشقوق".
قال الرجل العجوز:"نعم قلبك سليم المنظر لكني لن أقايض معك أبدا. هل ترى كل ندبة تمثل شخص أعطيته حبي. إني أقطع قطعة من قلبي و أعطيها لهم . و غالبا ما يعطونني قطعة من قلوبهم لتستقر في المكان الشاغر في قلبي. و بما أن القطع لا تتساوى فهناك حواف خشنة أحبها لأنها تذكرني بالحب الذي نتبادل. أحيانا أعطي قطعا من قلبي لكن الشخص الأخر لا يعطيني قطعة من قلبه. هذه الأخاديد الشاغرة سيملئها الحب الممنوح. على الرغم من أن هذه الأخاديد مؤلمة، إلا أنها تبقى مفتوحة تذكرني بالحب الذي أكنه لهؤلاء الناس فأتمنى أن يعودوا يوما و يملئوا الشاغر . فهل ترى الجمال الحقيقي الآن ؟
و قف الشاب صامتا و الدموع تجري فوق خديه. ثم مشى إلى الرجل العجوز و مد يده إلى قلبه الفتي السليم الجميل و قطع قطعة. فعرضها على الرجل العجوز بيدين ترتعشان.
أخذ الرجل العجوز القطعة ووضعها في قلبه ثم أخذ قطعة من قلبه الهرم المغطى بالندب و وضعها على الجرح في قلب الشاب .لم تناسب تماما فظهرت حواف بارزة . نظر الشاب إلى قلبه لم يعد سليما كما كان لكنه أجمل من ذي قبل. منذ أن تدفق الحب من قلب الرجل العجوز لقلبه. تعانق الاثنان و سارا بعيدا جنبا إلى جنب.

أتمنى أن تعجبكم.