الخلووووص...
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كلمة استرعت اتنباهي لما تملكه من قوة عظيمة وتاثيرها كبير على الا نسان بشكل عام وملحوظ...كلمة كانت في قديم الزمان يشار لها بالبنان ويضرب بها الامثال... ومازالت الى يومنا هذا يضرب بها المثل ولكن بشكل تحسفي بمعنى سقا الله ايام زمان...كلمة اوصانا بها الرسول وحثنا عليها ديننا الحنيف بل امرنا على فعلها لما فيها من خير واحسان .. اذا ماهي الكلمة الكلمة النصيحة...نعم النصح باب النصح فكل انسان غيور على اخيه وحب له يود ان ينصحه ويقدم له النصح وهذا عمل عظيم ويؤجر الانسان عليه..ولكن السؤال والاشارة هنا..هل كل من ينصح ينصح؟؟؟؟وماهي الاسباب التي تدفع الانسان للنصح؟؟؟وماهو اسلوب النصيحة..فكلنا نعلم النصيحة في الملأ فضيحة...وان النصيحة لها قواعدها وشروطها التي يجب على الناصح ان يتبعها والا فقدت مصداقيتها وتحولت عن مسارها الجوهري لتقع في فخاخ النفاق والرياء وفي بعض الاحالات تتحاول الى نزاع وخصام عقيم...
ودائما نسمع والله انا كان قصدي انصحه بس هو فهمهاغلط!!! ومثل اخر هاذا جزاتي لاني نصحته!!!!واخر ياخسارة ما يستاهل النصيحة!! وكثيرة هي الامثلة وردات الفعل ياترى ماهي الاسباب التي تجعل الاشخاص يردون بهذا الشكل وماهي الاسباب التي جعلت ردود فعلهم هكذا ...هل الغلط من الناصح؟؟؟ام من المنصوح؟؟ام التوقيت في النصيحة؟؟ام انعدام الاسلوب عند الناصح في توصيل النصيحة؟؟ام لا ادري تساؤلات كثيرة وسادع لاقلامكم الذهبية تجود بمناقشة هذه الفكرة...
وقد اخترت لكم مقتطفات عن النصيحة التي يجب علينا جميعا أن نتمعن بها ونسترشد بطريقتها كي تصبح نصائحنا محببة الى القلوب وتصل الى قلب المنصوح بمحبة وتودد ...اتمنى أن ارى ارائكم حول هذه الفكرة لما سمعنا عنها انها من عضد الحياة
قال تعالى : عن هود : " وأنا لكم ناصح أمين"
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , والنصح لكل مسلم "
وحديث جرير جمع حق الله : الصلاة
وحق العباد : الزكاة
وحق مشترك : النصح
وقال عليه السلام من حديث أنس : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".
من هذا الحديث يبين لنا حبيبنا محمد عليه السلام كيفية النصح . فالنصيحة أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك.
وسوف نعرج على تعريف النصح لغة وحكمه شرعا ومن ثم نذكر حديثا عظيما لحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ونفصله قليلا , ونختم كلامنا بذكر الآداب والشروط المتعلقة بالنصح .
---------------------------
تعريف النصح :
أصلها لغة الخلوص , فالثوب ينصح والعسل ينصح .
فعندما نقول نصحت العسل أي أخلصته وصفيته من الشمع.
وينصح الرجل الثوب أي يخيطه فيسد الخلل الذي فيه.
والنصيحة كلمة جامعة , المراد بها إرادة الخير للمنصوح له. قال الحافظ ابن رجب في النصيحة : هي تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان.
----------------------------
حكم النصيحة :
قيل أنها فرض كفاية , يجزيء فيها من قام بها وتسقط عن الباقين , وهي لازمة على قدر الطاقة البشرية , فإن علم الناصح أن نصحه يقبل ويطاع أمره ويأمن على نفسه المكروه كان بها . وإن خشي الأذى فهو في سعة.
----------------------------
ماذا قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم في النصيحة :
حديث رواه تميم الداري كما جاء في صحيح مسلم , قيل فيه أنه أحد أرباع الإسلام , أي من الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام وذلك لعظم شأنه. وهذا الحديث معلوم لمعظم الناس ولكن قليل منهم يعرف قدره.
قال عليه السلام : " الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسولة ولأئمة المسلمين وعامتهم "
وسنبقى قليلا مع قوله عليه السلام فنذكر أنفسنا أولا ونذكر أخواننا كذلك.
قوله عليه السلام : الدين النصيحة أي عماد الدين وقوامه النصيحة
ذكر العلماء كلاما نفيسا في النصيحة فقالوا :
النصيحة لله تعالى :
معناها منصرف إلى الإيمان به , ونفي الشريك عنه , وترك الإلحاد في صفاته , ووصفه بصفة الكمال والجلال كلها , وتزيهه سبحانه وتعالى من جميع النقائص , والقيام بطاعته , واجتناب معصيته , والحب والبغض فيه , وموالاة من أطاعه , ومعاداة من عصاه , وجهاد من كفر به , والاعتراف بنعمته وشكره عليها , والإخلاص في جميع الأمور.
النصيحة لكتابه :
الإيمان بأنه كلام الله وتنزيله , لا يشبهه شيء من كلام الخلق , ولا يقدر على مثله أحد من الخلق , ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته , وتحسينها والخشوع عندها , وإقامة حروفه في التلاوة , والذب عنه لتأويل النحرفين وتعرض الطاعنين , والتصديق بما فيه , والوقوف مع أحكامه , وتفهم علومه وأمثاله , والاعتبار بمواعظه , والتفكر في عجائبه , والعمل بمحكمه , والتسليم لمتشابهه .
النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم :
تصديقه على الرسالة , والإيمان بجميع ما جاء به , وطاعته في أمره ونهيه , ونصرته حيا وميتا , ومعاداة من عاداه , وموالاة من والاه , وإعظام حقه , وتوقيره , واحياء طريقته وسنته , وبث دعوته , ونشر شريعته , ونفي التهمة عنها , واستثارة علومها , والتفقه في معانيها , والدعاء إليها , والتلطف في تعلمها وتعليمها , واعظامها وإجلالها , والتأدب عند قرائتها , والتخلق باخلاقه , والتأدب بأدبه , ومحبة أهل بيته وأصحابه , ومجانبة من ابتدع في سنته , أو تعرض لأحد من أصحابه.
النصيحة لأئمتة المسلمين :
معاونتهم على الحق , وطاعتهم فيه , وأمرهم به , وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف , وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين , وترك الخروج عليهم , وتألف قلوب الناس لطاعتهم , والصلاة خلفهم والجهاد معهم , وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة , وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم , وإن يدعى لهم بالصلاح.
والمقصود بأئمة المسلمين كذلك إمامة الدين والعلم , فلا نتتبع عوراتهم وزلاتهم وما يخطئون فيه لأنهم غير معصومين ويجب أن يلتمس لهم العذر . والعالم يسأل ويناقش ولكن يحفظ له حقه وقدره أيضا.
النصيحة لعامة المسلمين :
إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم , وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم , ويعينهم عليه بالقول والفعل , وستر عوراتهم , وسد خلاتهم , ودفع المضار عنهم , وجلب المنافع لهم , وأمرهم بالمعروف , ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص , والشفقة عليهم , وتوقير كبيرهم , ورحمة صغيرهم , وتخولهم بالموعظة الحسنة , وترك غشهم وحسدهم , وأن يحب لنفسه من الخير , ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروهه , والذب عن أموالهم وأعراضهم , وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل , وتنشيط همهم إلى الطاعات.
-----------------------------------
بعض آداب النصيحة :
قال تعالى : " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " وقال تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
فالله عز وجل يخاطب خليله محمد عليه الصلاة والسلام ويبين له طريقة النصح ولنا في حبيبنا محمد عليه السلام قدوة حسنه.
فالناصح يجب أن يتحلى بالكياسة واللباقة والدعوة بالحكمة وبالتي هي أحسن عند إسداء النصح. فالغلظة والفضاضة تؤدي إلى نفور وابتعاد المنصوح وعدم تقبله للنصح.
المزاح مع من تنصح وانتقاء اللطيف والخفيف من القول حتى تستميل قلبه وتهيأه لما سوف تقول.
انتقاء الكلمات المناسبة وتسخيرها لطرح الفكرة فتجنب الكلمات التي فيها أوامر وشروط حتى لا ينفر ويضيق صدر من تنصح.
يجب أن تكون قدوة لمن تنصح وأن تلتزم بأدب الحوار وقوانينه.
وأيضا كما ذكره بعض الأفاضل أن اسداء النصح له فن يكتسب من خلال القراءة والمطالعة .
تنبيه المنصوح بالخطأ ولكن بانتقاء الأسلوب المناسب.
النصح سرا فانت لا تريد الفضيحة وانما النصيحة للمنصوح , والنصيحة سرا تأتي بثمارها وتؤثر في النفس , أما التشهير أمام الناس فضره أكثر من نفعه فقد تأخذ المنصوح العزة بالأثم فلا يقبل النصيحة.
يجب أن تميز بين ماهو ضروري وغيره حتى لا تحمل المنصوح مالا يطيق.
تحاول قدر المستطاع تكوين علاقات شخصية من الآخرين حتى تألفك القلوب فهذا كله يساعد على تقبل النصح.
انتقاء الظرف المناسب للنصح , فتزن مدى استعداد المنصوح وحالته النفسية وتقبله للنصح قبل الشروع في النصح.
والاهم من هذا كله تطبيق النصيحة على نفسك.
وحتى لانطيل أذكر كلاما قرأته أعجبني في حق المسلم على المسلم :
للمسلم على المسلم أن يستر عورته , ويغفر زلته , ويرحم عبرته , ويقيل عثرته , ويقبل معذرته , ويرد غيبته , ويديم نصيحته , ويحفظ خلته , ويرعى ذمته , ويجيب دعوته , ويقبل هديته , ويكافىء صلته , ويشكر نعمته , ويحسن نصرته , ويقضي حاجته , ويشفع مسألته , ويشمت عطسته , ويرد ضالته , ويواليه , ولا يعاديه , وينصره على ظالمه , ويكفه عن ظلمه غيره , ولا يسلمه , ولا يخذله , ويحب له ما يحب لنفسه , ويكره له ما يكره لنفسه.
هذا والحمد لله رب العالمين.
الادلة مختارات من النت وتقبلوا تحياتي...
طبوووووووشة
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة