السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زواج .. يكسر قيد الحصار
زواج يكسر قيد الحصار . يتفاخر الأغنياء بإقامة أعراسهم خارج بلدهم في أكبر وأفخم الفنادق العالمية !! تتفاخر العروس بفستان زفافها الأبيض ومن أي بلد استقدمته !! والعريس بالسيارة التي سيقل فيها عروسه !! تفاخر ويفاخرون !!بأمور سرعان ما تذهب مع الريح .
يتفاخر الفلسطينيون بإقامة أعراسهم على حواجز الاحتلال !! تفاخر العروس بفستان زفافها الأسود ولأي سبب بدلت لونه !! يفاخرون بالسفر لتحدي قرارات الاحتلال !! تفاخر ويفاخرون !!بأمور سرعان ما تعلق في الأذهان ... سأحكي لكم قصصاً قصيرة لأعراس تعلق في الأهان ..أما التي تذهب مع الريح فهي كثيرة ويعرفها الكثير منكن .. سافرت .. لزوجها .. فتاة من غزة ،وخطيبها في الضفة الغربية (بين قطاع غزة والضفة الغربية 150كم) مسافة تجعلها إجراءات الاحتلال في كثير من الأحيان مستحيلة الاجتياز . حدد موعد العرس ،وكان عليها أن تسافر لزوجها ،ولكن فرض منع تام للتنقل بين غزة والضفة الغربية ،ولم يمكن تأجيل الموعد ؛فسافرت وأهلها من غزة إلى مصر ومنها إلى الأردن ومنها إلى الضفة الغربية ،وهو الطريق الصعب الوحيد المفتوح . تقول الفتاة "لم أتردد بالسفر واجتياز تلك المسافة لأنى أعلم ماذا يعنى الاحتلال " بعد معاناة وصلت إلى زوجها. * ولكن هناك من لا يصل * الثوب الأبيض !! انتهت من تصفيف شعرها ،واستعدت لمجيء عريسها واصطحابها إلى مكان العرس . وفي أثناء ذلك جاء خبر نزل على الجميع وعليها خاصة كالصاعقة وهو أن أخا العريس استشهد ، اوقفت على أثر هذا الخبر جميع مظاهر العرس الذي انتظره الجميع منذ أكثر من عامين ،وبعد انتهاء العزاء بأقل من شهر اتفق الجميع على أن تذهب الزوجة إلى بيت زوجها بعباءتها السوداء ،وماكان عليها إلا التلبية . تقول الفتاة "كنت أحلم بارتداء الثوب الأبيض وحرصت على رغم ضيق الحال أن أستأجر أفضل وأجمل الأثواب ،وعندما جاء الخبر المفجع تركت كل شيء ،فهذه قسمتي وواقع شعبي يجب أن أرضى به والحمدلله على كل حال " عرائس الحواجز تفصل الحواجز الصهيونية الشمال عن الجنوب باستمرار ،ليصبح منظر رؤية عرائس بأثواب بيضاء يصطففن على الحواجز !بعضهن تنتظر ساعات حتى يفتح الطريق ،وبعضهن تكون أكثر تحدياً فتمشي على شاطئ البحر عدة كيلو مترات بطريق التفافي ،أما من كانت أجرأ فإنها تمتطي حماراً أو جوادا لاحتياز الحاجز !! وقفت إحداهن بثوبها الأبيض تلف عباءتها السوداء عليها وحولها جمع قليل من أهلها وجنود الاجتلال ينظرون إليها ساخرين ضاحكين . تقول "كنت أرى في عيونهم غيظاً شديد ًوحقدً كبيرً نتيجة تصميمنا على تحديهم وإقامة أعراسنا ، أنا سعيدة فبرغم كل ما نتعرض له فنحن الأقوياء " مشاهد كثيرة وقصص تفوق حكايات القصاص .. ويبقى مشهد تقديم حلوى العرس لجنود الاحتلال المتسيد .. *لنفخر بما يستحق الفخر
منقول
الروابط المفضلة