نحمد الله ان اكرم المراءة المسلمة بالحجاب اقراءو هذه القصة
أعرف قصتها ....... عاشت في بيئة لاتعترف بشيء من قوانين الأخلاق ....... عاشت وتربة في بيت أسرتها المكونة من الأب والأم ماري وأخيها تيد ...... كانت كبنات مجتمعها ذاك ...... تحرص على أن لاتبدو مختلفة عن الأخرين ...... تحرص على مظهرها وتفاصيل الغلاف الخارجي لكيانها ........ أما داخلها فلا تعيره أدنى أهتمام ...... وحتى لو كان في داخلها بركان من الحيرة والأكتئاب واليأس ...... أجتمعت لتكون جيشاً يشن حرباً على مابقي لها من روح ..... حتى لو كان ...... فالحياة قصيرة والحرص على الإستقطاع من متعها فرض ينادي به ضميرها .....
=======================

تبكي وهي تحكي لي ...... كيف أن ذلك الليل بطوله لم تنم فيه ...... تفكر ...... وتتألم من التفكير ..... تشكو لي حظها العاثر مع هذا الزمن الذي مابرح يلعنها منذ أن عرفها أول يوم .....

------------------------------------------

لماذا ... سألتها ؟؟

------------------------------------------

تحكي لي ...... تيد وأنا عشنا في هذه البئية العارية ...... لانعرف الا قانوناً واحداً يحترمه الناس ....... أن تكون حراً في أن تتعرى كيف تشاء ..... أن تكون ملكاً للشيطان ....... أن تكون ملكاً لقيم الفساد التي يقدسها مجتمعنا هذا ...... هنا في حينا هذا وفي ذلك الشارع الضيق الذي تراه ..... مسرحاً للعراة ... مسرحاً لعرض بقايا أرواح عارية أمام جمهور أدمن الحضور ..... تلك الأرواح أو تلك الأجساد العارية ماهي الا لفتيات مراهقات كان يمكن أن يكن أغلى ثمنا وأعز مكانة في أعين هؤلاء المتفرجين المدمنين ..... هؤلاء المتفرجين الذين يخفون ضمائراً بغرائز بهيمية يقطعون بعشرة دولارات فقط يمكنك قطع تذكرة للعبور الى هذا المعرض ...... أو لنقل الى حديق البشر هذه تنظر وتمتع ناظريك بمشاهدة تلك الأجساد العارية وهي تتمايل هنا وهناك ...... لتستدر بعضاً من دولاراتك تدفع به بؤس الحياة .....

=========================

وهناك ياسيدي في طرف ذلك الشارع عالماً آخرغير عالمكم وشارع أخر غير شارعكم ....... هناك رجل بأئس هرم ..... لايملك الا كوباً من الشاي يستجدي حاوية النفايات أن تجود عليه بشيء من رغيف ..... وجزء من تفاحة ...... يحمل كوبه يعرضه على كل صاحب حانة يستجدي كوباً من الماء ..... ولاكن هناك غيره الكثير والكثير من المشردين ...... فلا ألوم صاحب الحانة إن لم يعطه ذلك الكوب ... أنظر بنفسك ألا يحزنك منظر ذلك العجوز وهو يقلب في حاوية النفايات تلك بحثاً عن مايسد به جوعه ...... وذلك العجوز المتمدد بجواره يلتحف الهم والبؤس والشقاء ألا يعني لحزنك شيئاً ....... لن تصدق إن أخبرتك أن ذلك البيت الجميل في طرف الحي كان له في يوم من الأيام .....

=========================

وياللمفارقة العجيبة ....... ذلك المبنى المقلم بالأصفر ......... دور رعاية للكلاب الضالة أنشاءه رجل ثري بقلب حنون ومال عطوف ......... عرف واجبه تجاه إنسانيته ومعناها ....... فأنشأ هذه الدار لترعى تلك الكلاب المسكينة التي جار عليها الزمان وتقاذفتها المصائب .........

=========================

وهناك ياسيدي ....... خلف ذلك البيت تسكن بربارا المرأة العجوزالتي وصف الزمان حالها ....... وأخبرنا من خلال تجاعيد وجهها أن هناك لامعنى للبقاء ..... رسم لها حياة من الوحدة والإنزواء رهيبة ...... لم يدخل منزلها هذا أحد منذ أن بدأت أدرك الحياة ومعناها ....... فقط بوبي هو من يستطيع الدخول الى منزلها ...... بوبي كلبها الوفي ...

=========================

وهناك في طرف ذلك الشارع بيتاً من الخشب تسكنه عائلة زنجية تعرف أن وجودها في حينا هذا غير مرحب به ..... تلحظ ذلك أثناء تسوقها من متجر السيد ماركوس ...... أو من خلال مقعدها في حافلة الركاب تلك ....أو من خلال إستفزازات الأطفال وصيحاتهم السخيفة ..... وتعرف ذلك من خلال إحساسها وشعورها بالمرارة والأسى .... من كل قلبي أتمنى أن يرحلوا ..... حتى لو إلى الحياة الأخرى فهو أفضل فلا عنصرية هناك ولا مثل هذا الجحيم ...

=========================

وهناك سيدي ..... كنيسة جميلة مزخرفة الجوانب مطرزة أبوابها ونوافذها بالذهب وقسيسها رجل طيب يحبه الناس ويتسابقون للصلاة معه في الآحاد ......... يدعونه بالأب ويعرفون أن على يديه غفران خطاياهم ..... ومجرد رؤيته ستمحوا ماأقترفوه من خطايا مثل مايعتقدون ..... وكم هم حمقى وكم هم مغفلون ..... فماهو إلا خنزير بقلب بشر ....... وماهو إلا حقير دنيء ...... يتحرش بأطفال الحي وصبيانه .... ولم يسلم منه أحد حتى ذلك الصبي الكسيح المقعد ..... حتى ذلك الكسيح تحرش به ..... ومع ذلك مازالوا يطلبون منه الغفران ويحترمونه ويقدسونه ... مجتمع منحل وبيئة متفسخة ... هناك الأيمان بالله وبمعناً للوجود لاحقيقة له ..... هناك لاحقيقة لذلك الشعور ..... الذي نقرأ عنه في كتبنا المقدسة لما كان يتحلى به أسلافنا من إيمان ....... مجتمعنا ...... أصبح ينظر للدين وقيمه السماوية على أنه مجرد ممارسات وطقوس ...... يطوعونها لتتلاءم مع أمنياتهم المادية المتحررة ......شعار مجتمعنا ... لاقيود مزيداً من التحرر .......

=========================

أنظر ..... خلف تلك الشجرة ......هناك بار صغير معروف بأنه نقطة التقاء وتعارف للشواذ ..... والأثنيين ..... يجتمعون فيه ويتبادلون الإهتمامات ويمارسون مايعتقدونه في نظرهم ونظر مجتمعنا المنحل صحيحاً من شذوذ وممارسات بهيمية تشبع غرائزهم المتعطشة لكل ماهو شاذ ويخالف الفطرة ...... وكل ذلك بحجة الحرية الشخصية التي أمست ديناً لمجتمعنا وقانوناً سماوياً لايجب المساس به ....... حاولت مرة إقتحام ذلك المكان ...... أعني البار ...... ولأنني فتاة فقد طردت وتعرضت لسيل جارف من كلمات التهكم والسخرية والتعليقات البذئية ...... أحدهم صاح بي ...... لامكان لك هنا أيتها الفتاة إذهبي وأنا سأقوم بدورك ........ ويضحك ويضحكون ...... والمجتمع يصفق لهم فهم شجعان يعبرون عن رغباتهم ويفعلون مايعتقدون ......

=========================

أحدهم الأسبوع الماضي كان يمشي عارياً على ذلك الرصيف الذي تراه هناك ..... يقول أن مايفعله حريه شخصية كفلها له الدستور ...... وحجته أنه يريد أن يتحرر من القيود التي فرضها عليه الزمن مثل مايقول ..... وما الجوارب وربطات العنق إلا قيود فرضها الإنسان والزمان عليه لذا فقد آن الآوان ليتحرر من التبعية للتقاليد ولتراكمات السنين ..... يريد أن يتحرر من هذه القيود ويحرر المجتمع معه .... والغريب .... أن الإحتجاج على هذا التصرف المقزز لم يكن بتلك الدرجة الكافية لمنعه من العودة ..... وهاهو قد عاد عارياً وكما وصفت لك أنظر اليه بنفسك ......

=========================

سيدي ..... من خلال مارأيت من بئية ومن مجتمع أعيش فيه ...... أصبحت أنظر لوجودي على أنه رغبة ملحة للتلذذوالتمتع فقط ....... ونشأنا وترعرنا أنا وتيد ومجتمعنا على ذلك ...... وبالرغم من أن أمي المخمورة نادراً ماتجلس معنا وأبي الذي مات منذ سنة لم يكن ليهتم الا بأعماله ....... فقد كنا طفلين مهذبين في نظر الكثير من جيراننا وأصدقاءنا .......

=========================

سيدي أنا تعيسة ...... حياتي أصبحت جحيماً لايطاق ..... أفكر في كل وقت وفي كل حين عن مستقبلي ... أنا وحيدة إلا من أم مخمورة ...... وبعض الصور والذكريات ...... أريد أن أسمع العالم هذا دموعي ..... وهمومي ...... لم أنم ليلة البارحة أفكر في مستقبلي المظلم ....... المجتمع مثل مارأيت لايرحم ..... والقانون السائد هو تجاهل الأخرين ...... ماذا أفعل أنا فتاة وحيدة ..... أين أنت ياتيييييييييد لماذا تموت وتتركني ....

=========================

سيدي طفح الكيل ...... أنا ذاهبة الى ذلك الشارع ...... سأضع حداً لهمومي وآلامي ........ وصدقني عندما أقول بأنني أشتاق الى تيد فليس لأنه أخي ...... شقيقي فقط ....... ولكن لأن هذا الطفل في أحشائي هو طفله ...... الى اللقاء

منقول