لا أعلم من أين سأبدأ, ولا إلى أين سأنتهي ؟؟
ولكني أقف كمحامي للدفاع أقدم بين يديكم مرافعتي ..
أنتم ياسادة القضاة , يا أعضاء وعضوات منتدى لكِ , وكل من يقرأ مقالي .....
وسط معمعة الفتن , وتشابك خيوط الظلام , أُمسك بأوراقي لأبعث إليكم بمرافعتي للقاصي والداني .
- كفانا خلطاً , كفانا تخاذلاً وهواناً , كفانا سباتاً ..
إلى متى الرقود, طال بنا ذلك الليل البهيم ,
ألم يأن للشمس أن تشرق بنورها ..
لتسطع أضواء الحق , فتنير قمم الجبال وبطون الأودية ؟
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ).
** إنها سفينة النجاة , التي ستسير بنا تشق خضم الموج المتلاطم ..
إنها كسفينة نوح عليه السلام , التي دعى ابنه لركوبها
( .... يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * قال ســآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم )
- ألهذه الدرجة هان علينا كتاب ربنا وسنة نبينا الكريم عليه السلام !!!!!
* أين أنتم يامن أعطيتم آذنكم لكل صيحة بأبخس الأثمان؟
* أين أنتم يامن رددتم كل ما سمعتموه , مما اختزن في الأذن ولم يجاوز التراقي ؟؟
* أين أنتم يا من عملتم على إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ؟؟
* بل أين أنتم من الله يوم العرض الأكبر , حين سيسألكم , ما هي البينة فيما ادعيتم ؟؟!!
أليست البينة على المدعي واليمين على من أنكر ؟؟
لقد امتلأ الكون بصدا أخباركم, التي أصبحت تزكم الأنوف , تعمي الأبصار وتصم الآذان ..
ألم يقل ربنا -تبارك وتعالى - (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به , ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم , ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً ..)
أين هذه الأية من أكوام الأنباء المتناثرة حول رفوف الأرشيفات العالمية ؟؟
التي خلطت الغث بالسمين والنافع بالضار ..
هل تناسيتم قول الرب - تبارك وتعالى -(ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ...)
أم تجاهلتم وصية رسولكم الكريم للصحابة رضوان الله عليهم حين قال
(إنكم سترون بعدي أثرة وأمور تنكرونها , قالوا فما تأمرنا يارسول الله , قال : أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) رواه البخاري .
*هل تساءلنا ماهو حقهم ؟؟
عن جنادة بن أبي أمية قال : دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض, قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي عليه السلام , قال : دعانا النبي عليه السلام, فبايعنا - فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على
السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله , إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ) رواه البخاري.
* وكيف نسأل حقنا ؟؟
ذكر العيني: قال زيد: يسألون الله سراً , لأنهم إذا سألوه جهراً كان سباً للولاة , ويؤدي إلى الفتنة .
** بالله عليكم جميعاً أليس من المنطق أنه لو قسونا في خطابنا مع الطفل الصغير لن يستجيب لنا ,
ولو جرحنا رب المنزل أمام الصغير والكبير هل هذا يليق!!
فكيف بولاة الأمرالذين لهم من المكانة ما لهم ,
أليست النصيحة جهراً فضيحة !!
ونصيحة المنابر هي من دأب الخوارج كما لايخفى على عاقل .
قال عليه السلام
( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية , وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك , وإلا كان أدَّى الذي عليه ) حديث صحيح
.
وقال أيضاً ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله , ومن يطع الامير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني )حديث صحيح رواه الشيخان .
( السلطان ظل الله في الأرض فمن أهانه أهانه الله ومن أكرمه أكرمه الله ) حديث صحيح .
* وهذا كان دأب الصحابة رضوان الله عليهم من بعد نبيهم في حفظ وصيته :
عن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج , فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم , سمعته من نبيكم عليه السلام ) رواه البخاري.
---------- وهــــــــــــ للحجاج مثيل ـــــــــــــــــــل ---------؟
-ىوفي الحديث الشريف فيما معناه ( من قتل معاهداً أو ذمياً لم يرح رائحة الجنة )..
لله در ديننا كيف حفظ العهود والذمم.
أنأتي نحن بعد هذا لنفصل في أمرهم بحكمنا !!!!
لماذا نردد كا لببغاء الأبله كل ما يقال , هل نسينا قول الله عزوجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــل
دخلنا قصورهم , وصرنا الكاشفين لأسرارهم ؟؟
تغاضينا عن عيوبنا واجتررنا عيوبهم ؟؟
صلحت أحوالنا واستقامت , وفسدت أحوالهم !!
في الحديث ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
* بحجة ماذا فعلنا ما فعلنا ؟؟
أم لأجل من نقوم بهذا ؟؟
أللجهاد !!!!!
كفانا تهريجاً , فالجهاد برئ من هذا ..
أليس الجهاد الحق يبدأمن جهاد النفس , وكبح جماحها ؟؟
أليس من أعظم الجهاد الالتزام بما وررد في كتاب الله وسنة النبي عليه السلام !!
ألم يتمنى من قبلنا ما لا طاقة لهم به , فجاءهم الدرس الرباني القاسي ليربيهم على معرفة ضعف نفوسهم وخورها,
قال تعالى ( ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة , فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت )
طلبوا أية تأمرهم بالقتال والجهاد , فلما أنزلها الله عليهم كان من أمرهم ما كان .
فوبخهم الله بقوله ( فأولى لهم طاعة وقول معروف , فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم )
اي اصدقوا في الاتباع ولا تتمنوا ما لم تكلفوا به.
**** وبعـــــــــــــــــــــــــــد إلى متى سنرى الدماء تسفك والأعرض تهتك هـــــــــــــــــــــــــذا ؟؟
والرسول عليه السلام يقول (لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم ).
هـــــــــــــ ارتضينا حكماً فوق حكم خالق الارض والسماء ــــــــــــــــــــل ؟؟
متـــــــــــــ ينتهي مسلسل المجزرة, ونصحوا من رقدتنا , ونعود لرشدنا ــــــــــى ؟؟
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادة القـــــــــضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــاة ..
قد أكون أطلت عليكم الكلام , وأسهبت الشرح والبيان , ولكنها ,
مرافعتي عن كل دم برئ أريق بسبب ألسنتنا..
هذه مرافعتي عن كل روح أزهقت بسبب نقضنا عهداً أو ذمة ..
هذه مرافعتي عن كل غيور على الدين لم يتمكن من ايصال صوته ..
** سأموت يوماً , ويوارى جسدي في التراب , وينسى موضوعي هذا , وتضيع كلماتي **
*لكني سأقابل بها ربي الذي سيسألني عن ( علمه ماذا عمل به ).
أنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــظر
حكمـــــــــــــــــكــــــــــــــــــم يا ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــادة القضاة .
الروابط المفضلة