السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان من الطبيعي أن ينشأ شعر للعامة و الأعاجم في الاندلس، فلما استولى البربر على الأندلس على عهد ابن تاشفين ، كان لابد للشعر أن ينتكس بصورة أو بأخرى حتى يسهل فهمه على هذا الفريق من العوام.
ومن الطرائف في هذا المقام أن الملك المعتمد أبا القاسم بن عباد كان قد شجع بعض الشعراء لكي يمدحوا يوسف بن تاشفين، فلما انتهوا من الإنشاد، قال المعتمد لابن تاشفين: أيعلم أمير المؤمنين ماقالوه؟
قال: لا أعلم ولكنهم يطلبون الخبز...
ولما انصرف ابن تاشفين إلى حاضر ملكه شمال افريقية، كتب له المعتمد رسالة تضمنت بيتين من نونية ابن زيدون و هما:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت
سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
فلما قرئ البيتان على ابن تاشفين قال للقارئ: يطلب منا جواري سودا وبيضا.
فأجابه القارئ: لا يا مولانا، ما أراده إلا أن ليله كان بقرب أمير المؤمنين نهاراً لأن ليالي السرور بيض، فعاد نهاره ببعده ليلاً ، لأن ليالي الحزن سود.
فقال: والله جيد، اكتب له في جوابه :
ان دموعنا تجري عليه، ورؤوسنا توجعنا من بعده
مقتبس من كتاب ''الأدب الأندلسي" لمصطفى الشكعه
الروابط المفضلة