السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختى العزيزة .. موضوعك مهم جدا ... شكرا لآثارته
الاعتذار ملكة لا يتقنها كل الناس .. فالاعتذار و التسامح خصلة نذر وجودها فى هذا الزمن لعدة اسباب:
1- نقص الوازع الدينى : حيث ان الشخص الذى لديه لمم بالدين يرى ان الاعتذار و التسامح من الفضائل الجميلة, و هى بالتالى لا تققل من شأنه , بل بالعكس , تعكس قدرته على كسر الشيطان ونقض عرى الفرقة و الخصام, فى حين من لا يملك الوازع الدينى تجد ان الامر عنده سيان, بل انه يفسر عدم اعتذاره كونه على صواب , و اعتذار الناس له انهم على خطأ.
2- الترابط الاجتماعى او الوسط المحيط : و هو عامل مهم ايضا , فالشخص الذى نمى فى وسط متكالف و مترابط لا يسعه ان يطيل خصامه مع محبيه , فالالفة و المودة دائما تجمع الاطراف و تحيل الخصام الى لحظات سعيدة و مميزة , بعكس ذاك الذى يكون قد اعتاد الفرقة و الوحدة.
3- التربية الغير سليمة: و هى ايضا لا تقل اهمية عن العنصرين السابقين , فمن تربى فى وسط يحث على الاعتراف بالخطأ و يعتبره شيئا جميلا و خلقا حسنا, تجده لا يرى حرجا بان يقدم اعتذاره لمن يرى انه اخطأ فى حقه, فى حين ان من نشأ فى وسط يشجع على التعاظم و عدم التنازل و الغرور , لا يسعه الا ان يتشرب تلك الصفات, و مع الوقت تصبح طبعا من الصعب الفكاك منه.
و هناك الكثير من الاسباب الثانوية التى لا يسع المجال الى ذكرها هنا .
لكن الاعتذار ايضا .. ملكة يمكن اكتسابها .. بتطويع النفس و تغليب جانب الخير على الشر و اتباع من هم يجيدون هذا الخلق.
تحدث الكثير من المواقف المؤلمة هنا فى المنتدى اذكر بعض المواقف عن اعضاء هم قمة فى حسن الخلق - كما اراهم - و لا ازكى على الله احدا.
فمنهم من ينشر اعتذارا بملئ صفحة عن موضوع او رد.
و منهم من يفرد موضوعا خاصا لذلك .
الا ان ما يؤسف له ان يكون تجاوب بعض الاعضاء (المعتذر منهم) سلبيا و كأن الاعتذار كان من حقهم الشرعى.
فياليت يفكر هذا الشخص بان من اعتذر منه كان له خيار عدم الاعتذار و هو غير مجبور به , لكنه فضل الاعتذار تأليفا لقلبه لا خوفا منه.
فى الختام يفضل ان يكون الانسان بعيدا عن ما يوجب عليه الاعتذار .
و اعتذار عن الاطاله .
اختكم
رواد
الروابط المفضلة