بسم الله الرحمن الرحيم
لتوضيح الموضوع تأملوا الصور التالية:
* تعينت المعلمة( فلانة) في أحدى القرى البعيدة، فلم يكفها وطئة الغربة ، و تشتت أسرتها الصغيرة، و صعوبة الحياة بالنسبة لها في القرية، بل زاد ألمها ما تلاقيه من احتقار من المديرة و الطالبات لا لشيء سوى أنها سعودية و لكن من أصل( غير سعودي). فكيف لهذه (...)أن تعلم ( بنات الأصول)، بل كيف حصلت على هذه الوظيفة؟؟ بل بأي حق حصلت على هذه الشهادة؟؟ و نسين أن رائدات التعليم في المملكة لم يكن سعوديات الأصل. و أنه لولا إرادة الله عز وجل ثم الإحتكاك بالحضارات الأخرى و الوافدين من اصقاع الأرض إلى هذه الأرض الطيبة لما وصلت إلى ماهو عليه من تطور.
*نالت طالبتان في أحدى الجامعات درجات لا تستحقانها لأن الأستاذة الفاضلة أعطت الطالبة التي تنتمي لنفس قبيلتها درجات أكثر و فضلتها على الطالبة ( ذات الأصل...) على الرغم من تفوق الثانية على الأولى.
*أشتكت لي أحدى الطالبات ذوات الأصل(...) أنها ذهبت إلى جامعة (...) في مدينة (...) فلا حظت أن الفتاة التي تنتمي لنفس المنطقة و أصولها ترجع لنفس المنطقة تلقى التشجيع و الإهتمام أكثر من الفتاة الغريبة و حتى إن كانت الثانية نابغة و الأولى أقل جدارة ، مع أنهن جميعا سعوديات و لكن المشكلة في الأصل.
*مسؤول معروف لا يوظف عنده إلا من هم من قبيلته، و حتى إن لم يكونوا أكفاء.
*ينتشر كثير من التنافر بين طلاب و طالبات المدارس بل أمتد للجامعات بسبب الأصول فقط.
* كثير من الناس يشعر بالغضب و الضيق عندما يرى أن شخصا من غير أصله أو لا ينتمي إلى قبيلته
قد رزق خيرا..
*كثير من الناس عندما تقابلهم أول مرة يكون من أول أسئلتهم ماهو لقبك؟ ماذا ترجع؟
فإذا قلت أنك من القبيلة الفلانية أو القبيلة العلانية تتهلل وجوههم و تصبح عزيزا عليهم، و إن قلت أن ترجع من أصل غير سعودي يقولون إيه..
*كثير من الناس يحرضون (فلان) على أن لا يصاحب ( علان) لأن علان ليس سعودي الأصل أو لأنه لا ينتمي إلى نفس القبيلة.
فبرغم من أننا نعيش في القرن الحادي و العشرين ، و برغم أننا مسلمون ، وديننا الإسلامي قد حرم هذا التنافر و هذا التعصب ، إلا أننا لا زلنا متخلفون تخلف الجاهلية الأولى ، و لا زال هناك تعصب للقبيلة و الأصل و لا زال هناك تنافربين أهالي المناطق فمثلا أهالي الرياض لا يستلطفون أهالي الحجاز...و أهالى(...) يكرهون أهالي(...)..
فلماذا هذا التنافر و التعصب ؟؟ ألسنا كلنا نعيش على نفس الأرض و تحت نفس السماء و نأكل من نفس الرزق ، و نحمل بين قلوبنا كل الولاء لهذه الأرض الطيبة ، و مستعدون للموت في سبيلها؟؟
كيف نعيب تفرق المسلمين و لا زلنا مصابين بهذا الداء؟؟
قد يقول قائل هذا شيء طبيعي بين الشعوب ..و ربما يضرب بعض الأمثلة.. فهل نحن كأي شعب من الشعوب؟
ألسنا مسلمون؟ ألم يمنعنا ديننا الحنيف من ذلك؟
ألا نخجل من أنفسنا و نحن سكان الحرمين و أطهر بقاع الأرض و مهبط الوحي و مورد الدعوة الإسلامية أن نكون أول المتنافرين و أول الداعين للفرقة و أول المؤيدين لإنتشار الضغائن و الأحقاد؟؟؟
أرجووكم قولوا لي ألا تخجلوون؟؟
الروابط المفضلة