بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في ظل هذا الخضم الهائل من القنوات الفضائية بمختلف توجهاتها وأهدافها وإيديولوجياتها وإختلاف الشرائح التي توَّجه إليها .. إلا أن هناك شريحة مُهمَّة وغالية علينا لم يُعِرْها أحد أي إهتمام .. رغم أنها تُشكِّل عدداً غير يسير في عالمنا الإسلامي .. إلا وهي شريحة الصم .. تلك الشريحة التي أُهملت إهمالاً واضحاً وجلياً .. لدرجة أنه لا يوجد هناك -على حد علمي- قناة واحدة ضمن هذا الكم الهائل من القنوات موجَّهة إلى تلك الشريحة ..
وجرَّاء ذلك الإهمال .. فلا عجب أن وجِدَ هناك من الصم من لا يعرف أساسيات دينه .. إما لأنه لم يتسنَ له الدراسة لظرفه ذاك .. وإما لأنه درس ولكن لم يُكمل دراسته لعدم توفر مدارس خاصة بهم أو لبعدها عنهم .. أو لأي سبب من الأسباب .. لذلك .. فإن استحداث هذه القناة يظل أمراً مُلحِّاً ولو أنه قد تأخَّر كثيراً ..
لا شك أن الأصم الذكر بحاجة لمثل تلك القناة .. بيد أنه وبحكم إمكانية خروجه من منزله وإيجاد بدائل أُخرى غير المكوث بالمنزل .. فإن الأنثى الصماء تُعد أكثر حاجة لها منه .. ذاك أنها لا تملك خيارات كثيرة أو بدائل تحل محل مكوثها في منزلها في عالم يُحيط به الصمت الرهيب من كل جانب ..
صحيح أن الأصم (وخصوصاً الذكر) يحضر للصلوات الخمس .. ولكنه في ذات الوقت لا يُدرك سوى ركعوها وسجودها .. فلا تلاوة يسمع فيلين لها قلبه ويخشع .. ولا آيات يعي فلها عينه تدمع .. وصحيح أنه يحضر الجمعة مع الجماعة .. ولكن لا تحصل له فيها من الفائدة ما يحصل لغيرة ممن حباهم الله نعمة السمع .. فهو في صمت رهيب مذ دخوله إلى أن يخرج .. وبالتالي فإنه لا يستفيد مما يُطرح في خُطب الجمعة من قضايا أو تنبيهات أو تعاليم ..
إن فائدة وجود مثل هذه القناة لن تقتصر على الصم أنفسهم فحسب .. بل يتعداهم إلى توظيف من يحملون شهادات في مجال لغة الإشارة ممن لم يجدوا فرصة عمل .. إضافة إلى نشر العلم والخير والفائدة إلى فئة ليست بالقليلة في العالم الإسلامي وهو الهدف الأسمى والأنبل .. وبذلك نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ..
وحتى نكون مُنصفين .. فإننا لا نُطالب أن تكون القناة عاملة على مدار الساعة منذ بداية إنطلاقتها .. بل لا بأس أن يكون البث مبدئياً لعدة ساعات يُراعى أن تكون في وقت الذروة أو ما يُسمى في الإعلام (الوقت الحي) .. ثم وبعد ذلك تُزاد ساعات البث بما يتماشى وحاجة تلك الشريحة .. آخذين في الاعتبار فتح باب الاقتراحات لهم .. وبالتالي تلبية مقترحاتهم وتحقيقها لكونهم الأكثر إلماماً وإحساساً بما يحتاجونه ..
كل ما أخشاه .. أن يتسابق أهل الزيغ والفساد والإنحلال إلى إيجاد قنوات موجَّهة إلى تلك الشريحة .. يبثون لهم من خلالها زيغهم وضلالهم .. وعندها لا نستطيع أن نلوم الصمَّ في حال إنجذابهم لها .. لأنها ستكون بالنسبة لهم ملاذاً يلوذن به من الصمت الذي يُحيط بهم من كل جانب ..
وقد تنبَّهت بعض القنوات لذلك الأمر فخصَّصت بعض الأوقات لتلك الشريحة .. غير أن غالب التركيز كان على نشرات الأخبار .. وهذا جميل .. غير أن هناك أولويات ينبغي أن تُراعى .. ولا شك أن من أولى أولويات المسلم هو العلم الشرعي الذي يختص بتعاليم دينه وأموره ..
وعشمنا ورجاؤنا بعد الله كبير في قناة المجد أن تُحقق لنا هذه الأمنية لتلك الشريحة الغالية على قلوبنا ..
فهل تؤيدون ذلك ؟!
كتبته على عجل
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة