من لا يعرف الخنساء
خنساء فلسطين
في هذه اللحظات تودع ابنها الثالث رواد الذي قضى شهيدا في قصف جبان في منطقة الزيتون في غزة
لاحقا باخويه الشهيدان محمد فرحات اسطورة فلسطين .. والقائد نضال فرحات
أم أنجبت الشهداء والمطاردين ومنهم من ينتظر، دفعت بهم منذ الصغر إلى المساجد لينهلوا من موائدها فكبروا وكبر حب الجهاد معهم، وهاهو التاريخ يقف اليوم ليسجل قصصهم البطولية ويُقدمها لتنعم بها ذاكرة الأجيال القادمة؛ كي يخط بمداد من نور أن وطنًا ينبض بعائلات كعائلة خنساء فلسطين حريٌ أن يكون النصر حليفه ولو بعد حين.
لقد سجلت أم نضال فرحات أروع الصور لجهاد المرأة الفلسطينية، وضربت مثلا بدفعها ابنها محمد للمشاركة في اقتحام مستوطنة صهيونية وقتل العشرات من مستوطنيها رغم صغر سنه، بعد أن نمّت الجرأة في قلبه وهي تقول له: "أريدك أن تقاتل بالسلاح لا بالحجر"
حثته على العمل والكد حتى يستطيع أن يمتلك السلاح، ويحافظ عليه لأنه عرف مدى صعوبة الحصول عليه. وتضيف أم نضال: "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا يمكن أن يسير في طريق الجهاد".
ليس ذلك فحسب، يا لها من امرأة صلبة قوية ملكت زمام الأمور وجوامع الكلم، عندما سألت ألم تترددي ولو قليلا؟ ابتسمت وقالت: كيف أمنع الخير عن ابني؟ لقد علمته من البداية أن يكون صادقا معي ولا يخفى عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه، ومع حلول شهر رمضان بشرني بالتحاقه بكتائب القسام وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية قريبا.
وتضيف بقلب صابر محتسب: "لا أنكر أني جزعت في البداية لأنني أيقنت أني أعد الأيام الأخيرة لولدي الحبيب، ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه وسام الذي اعتقل قبل عشر سنوات، عندما كان يسعى لتنفيذ عملية استشهادية في مدينة بئر السبع عام 1993 فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدا بعد أن يشفي صدور قوم مؤمنين.
وليس غريبا على مثل هذه الأم أن تتمنى أن يرزق الله جميع أولادها الشهادة وحب الاستشهاد مرددة دائما قولها: "من يحب الله والوطن فلا يتوانى عن تقديم أبنائه فداء له، والأم التي تحب ولدها تطلب له النجاة في الدنيا والآخرة وتدفعه للجهاد ولا تجزع عند فوزه بها، ولا تشمت الأعداء بشعبنا بدموعها على شاشات التلفزة".
وتعتبر عائلة أم نضال فرحات من ابرز العائلات التي قدمت تضحيات كبيرة خلال الانتفاضة الحالية فقد استشهد ابنها البكر نضال فرحات قبل عامين خلال الانتفاضة الحالية ويحسب له انه صاحب الفضل الاول في تصنيع صواريخ القسام التي يطلقها مقاتلوا حركة حماس على المستوطنات الاسرائيلية كما ان ابنها الثالث وسام مازال قيد الاسر في سجون الاحتلال منذ اكثر من 13 عاما فيما اصيب ابنها الرابع مؤمن بجروح خلال تصديه لقوات الاحتلال اثناء اجتياحها لحي الشجاعية قبل اكثر من عام ونصف كما شردت العائلة من منزلها اكثر من مرة عندما حاولت قوات الاحتلال هدم منزلها بعد ان اجتاحت منطقة الشجاعية اكثر من مرة ولكنها لم تتمكن من هدمه بفضل بسالة المقاومة كما ان زوجها لم يمهله الاجل كثيرا بعد استشهاد نجليه وتوفي قبل نحو عامين .
الروابط المفضلة