' الطبيب قد طرأ عليه تأخير بسيط .'
جلست في قاعة الانتظار، و ما أبغض الانتظار ..
نظرت حولي بتململ : بعضهم يطالع الصحف، و البعض الآخر يشاهد تلفازا مثبت في أعلى الحائط.. وجهت نظري إليه: نقل حفلة لأحد المطربين المشهورين.. يا إلهي!... صرفت نظري بسرعة كمن قد امتنع عن التدخين حديثا، و يتحاشى رائحة الدخان لكي لا تحدثه نفسه بالعودة..
عادت بي الذاكرة عدة سنوات الى الوراء.. كم جاهدت نفسي حينها لكي أبعدها تماما عن 'عالم الغناء' ، بعد أن كنت أضحك و أقول "تفكيري يشتغل على الموسيقى"... و كم كان يوما كبيرا بالنسبة لي يوم أن رميت مئات الأشرطة و السي دي لكي أقطع طريق العودة..
لا أدري أهو الفضول أم الملل أم الشيطان.. رفعت نظري الى شاشة التلفاز من جديد.. ثوان معدودات، و إذ بي أشعر بنفور عجيب مما أرى! سبحان الله! هل تغير مظهره كثيرا، أم أنني حقا كنت معجبة بهذا الشكل و هذه الهيأة؟!... أصغيت الى ما يقول، فإذا هي كلمات فاارغة تاافهة مكررة، يؤديها مع حركات و نظرات رخيصة تشمئز منها الأنفس..
والله لا أدري أيهما كان أكبر : اشمئزازي و غضبي مما أرى، أو من نفسي التي قد أعجبت و تعلقت بذلك يوما ما.. كيف؟ لماذا؟؟ ماذا كنت أرى فيه؟؟ يمكن أن يكون فارق العمر.. فأنا اليوم قد قطعت "المرحلة الحرجة" من عمر الإنسان، و بت أرى الأشياء بمنظار مختلف..
إذاً لا شيء يدوم.. أو كما يقال، دوام الحال من المحال.. يمر الانسان بمراحل و ظروف مختلفة تغير و تتغير. ما كنت أراه جذابا في السابق، أراه اليوم منفرا.. و ما كنت أعتبره مستحيلا بات ممكنا.. و ما كان يسعدني أمسى يغضبني.....
التغيير حاصل ، و لكن....... كيف؟
الفرق كل الفرق ، بين أن نسير مع تيار الحياة و ندع الظروف تغيرنا، و بين أن نقف موقفا حاسما و نتخذ قراراً بالتغيير حباً و طاعة و ولاء لله عز و جل..
كل معضلة و لها حل.. كل ظرف و له نهاية.. كل شأن و منه مخرج.. كل أمر متروك لا محالة، فلم لا نكسب الأجر و نختار بملك إرادتنا؟.. كل ما يتطلبه الأمر هو لحظة صدق و اخلاص و من ثم عزيمة على الثبات (يعيننا الله عليها ببركة الصدق).. و بعد مرور الوقت، يتبين لنا كم كان الأمر تافها و تركه بسيطا، و لكن الشيطان يزين لنا ما يغضب الله، و يهول و يعقد و يعرقل لكي يحرمنا الأجر..
( من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه )
لعل الخير منه هو ذلك الشعور بالطمأنينة و الرضا الذي تبثه الطاعة في النفس، عوضا عن القلق و ثقل المعصية...
***
كلمات كتبتها على عجل عن موقف أثر في نفسي كثيرا.. كنت أود الاستفاضة، و لكن بالي مشغول ... أرجو منكن الدعاء ...
والحمد لله رب العالمين
الروابط المفضلة