دخلت الى مبنى الكلية ،، اجر خطاي ،،وكأنني امرأة عجوز ، تـثـقل كاهلي حقيبتي على كتفي الايسر ، ويعصف برأسي دوار لا اعرف له سببا . (البنات) كأنهم رسوم متحركة ،تضحك ،تراجع،تتكلم ..لكن بلا أصوات ، انظر اليهم بغرابة ، كأنهم مخلوقات من عالم آخر .
توجهت مباشرة الى قاعة الامتحان ، لم اسلم على احد ، ولم اكلم احد، خلعت عبائتي ( ودفشتها ) في الحقيبة . صامتة انا ،لا ادري لماذا . جلست على الكرسي ، وجاءت ورقة الاجابة وتبعتها ورقة الاسئلة .... فتحتها ونظرت ..... وكانت الصاعقة .. مـادة (.....) " لا ياربي ، لا، اليوم ايش ؟؟ اي اول يوم في الاختبارات ، اي يعني مادة (......) ، ويش هذا اللي قدامي ؟؟؟!!!"
كأن مطرقة من حديد ضرب بها رأسي ، شعرت بأن اجزاء ( دماغي) الداخلية ( ساحت) في بعض، ولم اعد اقوى على شئ ..
لممت شتات نفسي ، وأخذت احشد العبارات المجلجلة والرنانة في مخيلتي ، التي سأطلقها بعد(شوي ، لاني انتظرت احد اللي معي يتكلم ويوضح الخطأ الحاصل ، لكن الظاهر كلهم مستحيين )
المهم ،، وقفت وقلت بصوت عالي " اليوم ما علينا (....) " وبنبرة حزينة مختلطة بالدموع
" واللـــه لو كنت ادري انو علينا (....) كان ذاكرت ، أصلا اليوم اول يوم وعلينا (...) ، شايفته في الجدول بعيوني )
التفتت جموع الطالبات الى ذلك الصوت المتمرد ، رمقنني بنظرة سخرية ( والله كأنهم مذاكريين مادة (...) ) وأصبحت في موقف لا يحسد عليه ، ونظرت اليهم في بلاهة (مابعدها بلاهة )
فقد كنت اتوقع ان تثور ثا ئرتهم مثلي .. تسمرت في مكاني .
جاءت الى الاستاذة وطلبت مني الجلوووس والتزام الصمت ، هامسة في اذني
" ات از اونلي ثري كويسشينز ، تراي يور بست "
اي " تراي يور بست " وايش عليها .
فكرت في نفسي " لالا انا شادة حيلي طول السنة ،، موموقف بسيط يضيع تعبي ومجهودي " نعم وافتكرت الجهد الذي بذلته لفهم تلك المادة ،، وسهر الليالي ،، والجهد المبذوول اثناء المحاضرات ،،، واتخذت قراري " اي ول تراي ماي بست "
يالله بسم الله ، السؤال الاول :#$%&***()*+++#@!!@ ؟
" ياربي ويش هالكلام مو مفهوم ، ما ادري وش قصدها ،، اوف "
يالله معليش السؤال الثاني :++&&*^%$!!!@ّ))**&#$%%^*&* ؟
" لا لآ لآلآ لآلآ، اعوذ بالله من الشيطان ( الكلمات مدري كأنها تتراقص قدام عيوني وتقول اتحداك تفهميني "
معليش يا بنت السؤال الثالث ، ( وعلشان اختصر) لم يكن بأحسن حظا من سابقيه .
أحسست بدوار شديد " والله ياناس اليوم في الجدول (....) "
بدأت الحرارة تفوح من جسمي " ليتني ما جيت "
واتخذت قرارا صعبا ...
راح اسلم الورقة ...
( وعليّ وعلى أعدائي ) ...
ثم أثووووور...
قمت من مقعدي ... تقدمت ... وكل خلية من جسمي تنطق بالغضب الممزوج بالخوف من هذا القرار الصعب ( احد يسلم ورقة امتحان فاضية ) .... تعثرت ... فتحت عيوني .." يالله بيتنا ، غرفتي ، سريري ،، اوووف ، الحمدلله يارب "
نظرت يميني فاذا المادة ( اللي المفروض انها تكون في الحلم على الطاولة ) ،، والمادة (اللي ما تتسمى ) على الرف .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كله كوم ونظرات صديقاتي في الحلم كوم ،، لكن هيّن راح أوريّهم .....
الروابط المفضلة