أخواتي الغاليات لطالما شعرت بأنني أقوى من جميع الاحتمالات، لا أقفز استنتاجا إلا بعد التجربة ،أبحرت في دنيا الانترنت ورسمت لنفسي طريقا ومنهاجا أن لا أجعل من نفسي لعبة سهلة ،وأن يكون قلبي مثبتا على شعور واحد ، واشتركت في أحد المنتديات وأصبحت بفضل الله تعالى مشرفة على أحد الأقسام ، وكل الأعضاء يعرف بأنني لا أضيف أي شخص مهما كان على المسنجر الخاص بي وخصوصا إذا كان شابا فأنا لا أغري نفسي وأعرضها للخطر، كنت كذلك جاهزة لمساعدة الجميع ،حاضرة لخدمتهم على حساب نفسي وأحمل همومهم على كتفي، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي ظهر فيه ذلك الشخص المبدع كلماته صارت في أرجاء المكان وتهامست به الألسن ،شخصيته قمة في الاحترام، كلماته أحلى من الشهد، يعرف كيف يعامل عقلية كل منا ، ويستطيع الوصول إلى قلوب الجميع بسلاسة مذهلة و بعد مضي شهر ازدادت مشاركته وذاع صيته وكل الأعضاء يعرفه وكلهم يقدره وفي يوم من الأيام أرسل لي رسالة خاصة يطلب فيها المساعدة لعمل توقيع له ، فاجتهد وصنعت له أجمل وأفضل إبداع وصلت إليه وأرسلته له ، في تلك الفترة كانت تجرى مقابلة معي فكان يطرح علي أسئلة عادية عن ماذا أحب و ماذا أكره وغير ذلك ليتعرف علي أكثر ولا أعلم بماذا أجبته في أحد الأسئلة فرد بأن قد غضب مني ولن يسألني مرة أخرى، أنا من النوع الذي يكره أن يغضب أحد منه وشديدة الحساسية في هذه النقطة وشعرت بأنه حزين من أمر ما فأرسلت له رسالة خاصة أسأله عن سبب حزنه فرد بأن لاشيء وفي اليوم التالي كتب موضوعا يعلن فيه أنه سيرحل عن المنتدى فحزنت كثيرا ،إذ أصبحت أبحث عن اسمه وموضوعاته هو فحسب لا أقرأ إلا ما كتبه كالعمياء لا أرى سواه ،أعجبت به و من ثم سمحت لقلبي أن يحبه ولكن طبعا لن أجر بنفسي إلى الهاوية ولا أريد منه أن يرحل بعيدا عني لا أعرف عنه شيئا وكنت وقتها قد رشحته للإشراف مع بقية المشرفين فاسترضيته و كتبت له خاطرة تعيده فعاد وأرسل لي خاطرة دعاها بالجريئة ولكنها صدقا وقحة جدا وفي نهايتها يعتذر عن جراءته معي في هذه الكلمات ولكنه حزين (طبعا يعرف من المقابلة معي بأن نقطة ضعفي هي حب المساعدة وخصوصا لمن يعاني من حزن شديد) فاستخدم هذا الأمر لصالحه ، وعاد مرة أخرى ولكن هذه المرة بطريقة جديدة هي بأنه فارس أحلامي ...، وبعدها انقطع لمدة يوم ليعود ويطلب مني أن أضيفه لدى القائمة لدي فرفضت فأجابني بأنه يحترم ذلك في ولن يعود ليزعجني وكلمات أخرى حننت قلبي عليه ونعم أضفته جاء ليقول: أنت حزينة؟، فقلت: حزينة لأنك حزين، فقال:أنا لست كذلك، فقلت:بلى،أخبرني هل هي مشكلة نفسية؟،فقال:لا،فقلت على سبيل المزاح وقد تذكرت بأنه قد كتب قصة عن حبه لقريبته التي تكبره بسنين :إذن هي مشكلة قلبية؟، فقال: نعم ،فقلت: هاك قص علي ، فقال: في الحقيقة أنا...، لدي شعور اتجاهك، صعقت وارتجفت أناملي وضربت دقات قلبي بقوة وصمتت فتابع قائلا: أنا كنت أريد أن أحتفظ بهذا الشعور لنفسي ولكنك أصررت على معرفة الحقيقة ، استجمعت قوتي وقلت: وما نهاية هذا الشعور؟، فقال: ما رأيك أنت بنهاية الحب؟، فقلت: من هذا النوع لابد من أنه الفراق ، فقال: لا.... الزواج..، شعرت بشعور مخيف و بالغثيان وبقلبي وبجسدي يرجف رجفة مخيفة ، تركته على أن أعود للحديث معه فيما بعد لكي أمنح نفسي فرصة للتفكير ، أخذت حماما سريعا وكنت لم آكل شيئا بعد إلا أنني أكرمكم الله استفرغت أحماض معدتي ثم توضأت وصليت ركعتين لله عز وجل طالبة منه المساعدة و عندما حان موعد حديثي معه من جديد جمعت شتات نفسي وأعطاني الله تعالى قوة واعية فسألته عن نفسه ليخبرني بأنه أصغر مني بشهور وبأنه مايزال يدرس في الثانوية العامة ولا تهمه السن ولا الشكل وأنه مستعد للتقدم وطلب يدي من والدي وبأنه يريد أن يعيش نقيا ، فأخبرته بأنني أرفض الزواج أو حتى الارتباط بشخص لم يكون نفسه بعد فذهب وانهرت ، أصبت بارتفاع شديد في درجة الحرارة و قل تناولي للطعام وأصبحت شاردة منهكة وقررت ترك المنتدى فاجتمعت الأخوات المشرفات ليسألوني عن ما حدث فحكيت لهن لأكتشف عندها بأنني كنت عمياء ،عرفت بأنه يفعل ذلك بالكثير من الفتيات وقد كان يزف ذات الكلمات إلى مشرفة أخرى حتى أنه وصل معها لحد أسوأ مما وصل معي إذا أخذت صورتها ليعرضها في الشات ،علمت بأنه وعد الكثيرات بالخطوبة والزواج ، علمت بأنه عندما انكشف قرر الرحيل ولكنه عاد إذ تسلم الإشراف ورسالتي للمراقبة ومدير المنتدى قد وصلت متأخرة فما كان ردهم سوى بأن رسالتي قد وصلت متأخرة ولكنهم سيضعونه تحت المراقبة ومن أقل هفوة سيعفوه من الإشراف، وها أنا قد تعلمت بأن الثقة لا تمنح لأي كان ومهما كان وأن الحب هو الحب بعد الزواج ، وأن هنالك مخادعين يرتدون قناع البراءة الخادعة، وأنني إنسانة علي أن أنتبه أكثر لنفسي فلست تلك القوية التي حسبتها ، ربما صرت أقل ثقة بنفسي وبمن حولي وشعرت بالهزيمة ولكنني أحاول أن أعود كما كنت بل وأفضل ...
كما أحمده تعالى لأنه لم يتخلا عني وساعدني لأجمع شتات نفسي..
وهذه هي حكايتي مع الذئب فأتمنى أن تخبرنني برأيكن فيما حدث لي...
منقول
الروابط المفضلة